“أي تزرع الحكومة”

بات واضحاً أن سياسة تسعير المنتجات الزراعية ستقضي على القطاع الزراعي الحامل للبلد كل سنوات الأزمة، فتسعير المنتجات وفقاً لمعادلة الدعم المقدم لهذا القطاع “بالاسم دعم” مع ارتفاع كبير بسعر مستلزمات الإنتاج دفع بعدد كبير من المزارعين لترك الأرض قسراً  والاكتفاء بإنتاج الحاجة الشخصية على مبدأ البحث عن الخلاص بشكل فردي.
المفارقة العجيبة في التسعير أن الجهات الرسمية ترفع قيمة خدماتها ومنتجاتها ١٠٠% وأحياناً أكثر وبفترات زمنية متقاربة مثل الاتصالات والاسمنت والمياه المعبأة وغير ذلك من المنتجات والخدمات والتبرير هو ارتفاع سعر مستلزمات الإنتاج المستوردة مع ارتفاع سعر الصرف بينما تتعامل مع المزارع بشكل آخر وكأنه ليس معنياً بتغير سعر الصرف وأن مستلزماته من إنتاج محلي والحكومة توفر له كافة المستلزمات بسعر بخس.

تسعير القمح الموسم الماضي على سعر صرف ٤٠٠٠ ليرة للدولار  ب  ٢٢٠٠ ليرة ورفع سعر الشراء إلى ٢٨٠٠ بسعر صرف ٩٠٠٠ للدولار سيدفع بالكثيرين للتخلي عن زراعة القمح وقد ساهم هذا الأمر بتهريب القمح إلى دول الجوار، وكذلك رفع سعر استلام سعر التبغ بالأمس بهذه الطريقة ١٠٠٠ ليرة لكيلو التبغ “اكسترا” ليصبح ١٠٥٠٠ ليرة للكيلو فيما مؤسسة التبغ ضاعفت أسعار مبيع السجائر  أكثر من ٢٠٠ بالمئة خلال عام.
هذا الأمر وذاك سيدفع المزارعين إما لترك الزراعة أو عدم تسليم المحاصيل أو التوجه لزراعات أخرى يتم بيعها مباشرة “الخضار، النباتات الطبية والعطرية… كل ذلك سيُفقد البلد  استقراره وأمنه الغذائي.
لا يُعقل أن ننتظر موسم قمح قادم والبلد حتى الآن بدون سماد، وإن توفر فبأسعار خيالية رغم أن لدينا الكثير من الفوسفات لنقايضه بالسماد  وبشكل مباشر وليس بالحصة عن طريق طرف ثالث، ولا يعقل أن نمنع استيراد السماد بحجة حماية الصناعة الوطنية كرمى لمُنتج محلي ينتج بمواصفة متدنية وأسعار خيالية، وإذا استمرينا بهذا النهج فلن تتحرك أيضاً معامل الغزل والنسيج والكونسروة والزيوت وغيرها مع تجاهل تعب المزارع وتكاليفه، فلا أحد يعمل ليخسر ولا أحد كذلك يكون رابحاً ويتوقف عن الإنتاج.
الحكومة تسعر خدماتها ومنتجاتها بالسعر العالمي وتتحدث عن تكاليف ومعاناة وهذه حقيقة، ولكن بالمقابل المزارع يؤمن مستلزماته بالسعر العالمي، محروقات، مبيدات، بذار، سماد   وكافة المستلزمات والدعم التي تدعيه الحكومة ليس إلا قروشاً ذهب معظمها للحلقات الوسيطة وجهات الإشراف على التوزيع، فهل يُعقل أن نُعطي ٢ كغ سماد للدونم؟.. والأمر نفسه بالنسبة للمحروقات وبالأخير تسعير على أساس هذا الدعم “الوهمي”.
يقول المثل “حط أصابعك بعينك متل ما بتوجعك بتوجع غيرك” يعني كما تُسعر الحكومة لمنتجاتها عليها أن تُسعر للمزارع، وكما تبرر بالتكاليف العالمية وتستحضر المقارنات عليها أن تُحضر نفس النشرات والبيانات لتسعير منتجات المزارع.

 

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس