الملحق الثقافي – رنا بدري سلوم:
لطالما لهثَت حروفي وراء الوقت، المارد الذي نهابه ويرانا قطعاً من السكّر، نذوب على مرأى منه، لطالما حبَت أبجديتي كي تتربع على مملكة الأدب في ملحقٍ ثقافيٍ، أصوات كتّابه لاتزال تصدح تعلن انتصار الحياة في صحيفةٍ «الثورة» تضم رجالات الأدب والفكر وتفخر بأنوثة الكلمة.. والصحافة أنثى وكلاهما في نسغ الحياة، كثالوث القصيدة الشاهدة على جماليّة ذوباننا.. هي محاولة لأن نقرن الحلم بالواقعية شعراً وخبراً، كمحاولة الماغوط «الذي حاول أن يكون شاعراً في القصيدة وخارجها، لأن الشعر موقفٌ من الحياة، وإحساسٌ ينسابُ في سلوكنا».. ولعلني أكون ابنة بارّة بالورق لم يتوقف جريان الحبر فيها، تصبّغت روحها بلون الصحف وامتلأت كسنبلة ريفية، تكتب إليكم من نافذة الملحق الثقافي ذات الباب الذي فتح ذراعيه لها، لموهبة مبتدئة تتلعثم الشعر خجلى من غصنها الغضّ في حمل ثمار الكلام، وما أقرب هذا الأمس إلى اليوم بعد أن قسى الغصن واشتدّ عوده في حمل حنطتها بمسؤولية وحرفية تدوير الحدث بعين الفاحص الملهم، لصناعة كلام أشبه بأرغفة خبزٍ تسيل له شهية القارئ لالتهامها، حان الآن قطوف الكلمات الدانية من كروم التجربة، بعد أن خمّرها الفكر في فيئه، ففي حضرة الصحافة يقف الوقت بين السطور حبيس الأنفاس، يشهد ولادة كلام لطالما أتعبني حمله ولم أجهضه، أقدّمه إليكم على طبق من فضّة بأحرفٍ من ذهب.
العدد 1156 – 22-8-2023