الثورة _ ناصر منذر:
تتجه دول مجموعة بريكس لتكريس مكانتها الدولية، كنقطة ارتكاز نحو نظام عالمي جديد يحقق العدالة والمساواة والتوازن بين جميع الدول، وفق مبادئ وأحكام الميثاق الأممي، الذي انتهكه الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة.
وبعدما أكد قادة مجموعة (بريكس) في الجلسة العامة للمجموعة التي انعقدت في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، على أهمية بناء عالم متعدد الأقطاب مبني على المرجعية الدولية، تؤكد فعاليات اليوم الثاني لأعمال القمة التي بدأت اليوم، والاقتراحات المقدمة من قادة المجموعة، على أن العالم يتجه بالفعل نحو تغيير وانعطاف إيجابي، ولاسيما لجهة التأكيد على ضرورة التخلص من هيمنة الدولار في التعاملات الاقتصادية والتجارية بين دول المجموعة.
حيث أكد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذي افتتح الجلسة على ضرورة بذل الجهود للانتقال إلى المستقبل العادل الذي يؤخذ فيه بعين الاعتبار الظروف المختلفة للدول المختلفة، مشيراً إلى أن بلاده ترى إمكانية فتح الأسواق الإفريقية وخلق الإمكانيات للدول الإفريقية وكذلك دول مجموعة (بريكس).
كذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجموعة بريكس تدعم عالماً يحترم القانون الدولي ويرفض الهيمنة، وأن المجموعة تقف مع فكرة عالم متعدد الأقطاب قائم على المرجعية الدولية وأنها تكافح ضد الدول الاستعمارية التي تسعى للحفاظ على هيمنتها على الساحة الدولية.
وقال بوتين في كلمة عبر الفيديو خلال الجلسة العامة للقمة: نعمل بشكل وثيق لتقوية سلاسل الإمدادات ضمن بريكس والانتقال إلى العملات الوطنية في معاملاتنا إضافة للتحول إلى العملات الرقمية.
وأضاف، إن مكانة المنظمة تتعزز باستمرار، وإن مسارها يلبي تطلعات الجزء الرئيسي من المجتمع الدولي، (ما يسمى بالأغلبية العالمية).
أما الرئيس الصيني شي جين بينغ فأكد بدوره أن المجموعة تدرس إمكانية تشكيل منصة للتعاون في مجال الأقمار الصناعية والفضاء لدول (بريكس)، داعياً لإنشاء معهد للذكاء الاصطناعي، وقال: (الذكاء الاصطناعي يمكن أن يأتي بمنفعة كبيرة، إلا أنه يحمل، في الوقت نفسه، مخاطر كثيرة، يسعدنا أن يكون لدينا معهد خاص في هذا المجال، وأن نشارك أصدقاءنا في ذلك، حتى يكون استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر أمناً).
من جانبه أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن المجموعة (ستنقل سكان دول (بريكس) إلى مستوى آخر بتوسيع الاتصالات بين سكان بلداننا)، واقترح تعزيز التعاون بين المجموعة في مجال الفضاء، وقال: (كنا قد عملنا على تشكيل نظام أقمار صناعية لـ (بريكس)، ومن الممكن تشكيل مركز لأبحاث الفضاء خاص بـ (بريكس)، ما سيعود بالفائدة على البشرية جمعاء).
أما الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، فقد أكد أن الحرب في أوكرانيا أثبتت عدم القدرة على حل المشكلات على مستوى مجلس الأمن، وأن (بريكس) هي الساحة التي يمكن فيها مناقشة الأمن والسلام.
