ثورة أون لاين: فشلت المفاوضات غير المباشرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني في القاهرة وذلك بسبب تعنت رئيس حكومة العدو نتنياهو وإصراره الحصول على تنازلات تفرغ المفاوضات من مضمونها في وقف العدوان وعدم تمكن أهلنا في غزة من الحصول على ضمانات الأمان بعدم تكرار العدوان.
رغم ما لاح في الأفق لعدة أسابيع عن قرب التوصل إلى إتفاق مع الكيان الصهيوني على إنهاء العدوان حاولت حكومة العدو الصهيوني خلالها الاستفادة من الهدنة أكثر من مرة لترتيب أهدافها وعودة العدوان على غزة, وهذا ما حصل بالفعل فقد عادت إسرائيل إلى قصف قطاع غزة بالطيران مجدداً بعد سحب مفاوضيها من القاهرة,
المقاومة لم تستسلم للشروط الإسرائيلية كما لم تستكن للعدوان الإسرائيلي وقصف الكيان الصهيوني بالصواريخ ولم تمكنه من الحصول على ما يريد, وعادت الأمور إلى مربعها الأول وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني وسط تواطؤ دولي وصمت عربي وصل حد الخيانة.
استفادت إسرائيل كثيراً في حربها الأخيرة على غزة مما يجري في الدول العربية من فوضى هدامة ساعدت العدو على خلق الظروف المناسبة لعدوانه حيث لا يحتاج أصلاً إلى سبب كما لم يكن يحتاجه يوماً للاستمرار في سفك الدم الفلسطيني وزيادة رقعة القتل والدمار ومحاولة خنق قطاع غزة وسكانه الصامدين حيث شكلت غزة على الدوام عقدة لدى قادته طيلة سنوات الاحتلال الطويلة التي عانى فيها شعبنا الفلسطيني من استمرار العدوان الإسرائيلي المتكرر عليها.
أسئلة كثيرة تطرح نفسها مجدداً وأهمها على الإطلاق: أين مَّدعو العروبة مما يحصل في غزة…. ولماذا صمت المتواطئ أردوغان فجأة عما يحصل في غزة بعد فوزه بالرئاسة التركية وأدار ظهره للفلسطينين والتفت إلى ترتيب بيته الداخلي للاستمرار في حكم تركيا عبر حزب العدالة الإخواني لسنوات أخرى تتوجه حاكماً مطلقاً على تركيا لسنوات طويلة قادمة بعد أن استغل عدوان غزة ودماء الفلسطينيين أحد أبرز عناوين حملته الإنتخابية لاستغلال تعاطف الناخب التركي.
سينتهي هذا العدوان على غزة وسيبقى شعبها ومقاومتها صامدة في وجه الاحتلال تقارعه في المعركة وتجعل مستوطنيه يلجؤون إلى الجحور وترفع فاتورة تكلفة عدوانه بما لا تستطيع معه حكومة العدو تحملها طويلاً وهي عناصر مؤثرة في فرض المقاومة لشروطها في مفاوضات لا تبدو متكافئة فلا أحد يقف مع أهل غزة إلا محور المقاومة والباقي إما متآمر أو متواطئ أو صامت ذليل.
أحمد عرابي بعاج