كل شخص في هذا المجتمع يسعى إلى امتلاك الأشياء التي يطمح إلى جعلها تحت سيطرته، فمنهم من يسير إلى ذلك بطرق مشروعة ومتحرياً كسب وامتلاك ما يريد دون إيذاء الآخرين، بل ويتخذ سبيل المنافسة طريقاً له للوصول إلى هدفه النبيل، ومنهم يتخذ سلوكاً غير سوي للوصول إلى هدفه.
الفريق الأول يصل إلى مراده بالتعاون مع الآخرين، وعبر مساندتهم أو حتى بالتنافس الذي تسوده الروح الرياضية، وبذلك تتحقق الأماني للجميع وتبنى المجتمعات القوية المتماسكة وهذا هو ديدن المجتمعات المتحضرة فتزدهر الأوطان وهنا نقول وفي ذلك فليتنافس المتنافسون بكل غيرية مع انتفاء الأنا المدمرة والمهلكة.
والتنافس الحقيقي نجده في كل مجالات الحياة في المدارس وفي الجامعات وفي التجارة والصناعة وحتى في الفن بكل أشكاله ويتوفر لنا معرفته في المعامل المنتجة لكل أنواع المواد الغذائية حيث نجد الناس يتهافتون على شراء منتج ما دون سواه لجودته ومذاقه الطيب وبالتالي يعود ربح ذلك المنتج على صاحبه بأموال طائلة.
وهناك من الأشخاص من يتحسر على حظه المتعثر بعدم نجاحه في عمله دون أن يدرك أن الحياة تحتاج إلى تكرار المحاولة ومواكبة الناجحين والتنافس معهم وبالحصول على الخبرة والمهنية فالوصول للمرام يكون بالسباق المشروع مع الأمانة والصدق في الإنتاج في كل المناحي مع الابتعاد عن التدليس والغش وبذلك تكتمل أدوات النجاح بكل ما فيها.
والمجتمع الناجح بحاجة إلى منافسين في كل المجالات لا متنازعين فالتسابق إلى المكارم والنجاحات هو المطلوب فكل إنسان له بصمته في العمل الذي يعمل به والتاريخ يسجل الجهد والتعب والإنجاز ويبتعد عن الاعتراف بالفاشلين المتواكلين فإضاعة الوقت سدى هو الطامة الكبرى التي تجعل الشخص منسياً وبلا قيمة، فلا يركن أحد ويتقوقع على نفسه طالباً الكسب والرزق فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا فالتنافس هو طوق النجاة للوصول إلى الأهداف النبيلة.
جمال الشيخ بكري
