تراثنا الشّفوي ثروة بكل ما للكلمة من معنى فهو سجل حافل بكل ألوان الحياة وكل ساعة يزداد ثراء وخصباً.. وكم هي الحكايا التي وصلت مشافهة وتعرضت للكثير من التأويل وأحياناً الخروج عن معناها.
من أجل ضبط هذا الإيقاع كانت وثيقة وطن التي بادرت وعملت منذ سنوات على إطلاق مسابقة (هذه حكايتي) لتكون صفحة من صفحات الوطن.. وها قد أتت ثمارها وحققت الكثير مما كانت تصبو إليه وهاهم كتابنا اليافعون يحصدون الجوائز على
كتابات بدت كلوحات فنية رُسمت من مشاعر وأحاسيس مفعمة بالأمل، ترنو إلى الحياة بالحب والجمال.
نعم، هي أقلام اليافعين، الذين أبوا أن ينحنوا أمام الصعوبات، بل جعلوا من مواجهة الصعوبات عنواناً وتجديداً للأمل، ليبقوا شعلة الثقافة، يمتلكون نظرة مشرقة نحو المستقبل، ولديهم الشغف لرسم طريق معبّد بالإبداع والتفوق، والسعي نحو مجتمع يحمل أحلامهم الكبيرة.
لاشك أن في كل بيت سوري ألف حكاية وحكاية.. ففي الحرب على سورية أثبت السوريون أنهم أبناء الصمود والحياة والإنسانية، أثبتوا أن الإبداع يولد من رحم الألم فكانت أيديهم قد خطت مئات القصص الواقعية التي تدمي العيون ولكنها تنعش القلوب، هؤلاء هم أيقونات إبداعية نعتز ونفخر بهم، وتشجيعهم على إظهار إبداعاتهم ومواهبهم مسؤوليتنا جميعاً ولاسيما أن إفساح المجال أمامهم لتفريغ طاقاتهم بطريقة إيجابية وفتح شغف الكتابة وتنمية التفكير لديهم، واحد من أهم أساليب دعمهم فكرياً وثقافياً ووجدانياً، وبالتالي خلق جيل واع يعبّر عن رأيه، ويشعر أن هناك من يؤمن به وبقدراته فكانت (وثيقة وطن) منارة للفكر وستبقى، فأمامنا الكثير الكثير من الطاقات التي ستبدع وتوثق وتعيد الحياة لنا ولوطننا من جديد .