الثورة – علاء الدين محمد:
أمسية شعرية جمعت بين عدد من الشعراء والشاعرات تحمل بين طياتها دفء الكلمة وعذوبتها وجمال الأسلوب ، تحت عنوان (تواشيح) في ثقافي المزة بدمشق ، شارك فيها كل من خالد خطاب ، أنس الحجار ، ميشيل عيد ، وديعة درويش، خالد بدور …
نشدو أعذب الكلمات وارق المشاعر و الأحاسيس يجمعنا حب الإنسان للإنسان ليفوح عطر الياسمين.
في بداية الأمسية شارك الرفيق أحمد جمعة عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي ومنظمة الصاعقة القيادة الفلسطينية ، بكلمة عبر من خلالها عن دور الثقافة والأدب في تعميق الانتماء الوطني حيث أشار أن الكلمة والشعر كانتا الرديف دائما للجيش العربي السوري، فالكلمة هي التي أعطت أوجه الصمود لجيشنا وشعبنا ، فتشرفت بحضور المهرجانات الثقافية والتراثية في الساحل السوري، فكان مهرجان التراث الساحلي في قرية عرامو ، وبعدها في قرية بشيلي ،وقبلها في الصنوبر، وكان لها الأثر الفعال بين جماهير شعبنا ، مقدما الشكر الى جميع شعرائنا الأبطال المرادفين للجيش العربي السوري.
الشاعر خالد خطاب من حلب الشهباء الذي يحب أن يلقب بوالد الشهيد قصي خطاب، ألقى قصيدة عاطفية تبوح بعبق الشهادة وحب الأرض ،والحزن الذي عشعش بين أوصاله ،وألم الفراق وعذاباته يقول :
سهم أصاب فؤادي ثم أحرقه
جمر يغيظ على أحشاء اوتار
غاب الوحيد وحيد يفتدي وطنا
رحماك ربي بأن قدرت أقداري
أما عيوني فقد جفت مدامعها
حتى نثرت دموعي عبر أشعار…الخ القصيدة.
أولى القصائد بعنوان 100 يوم
عددتها مئة لازلت في ألم
فيها فقدت عزيز الرحم والشيم
فيها افتديت بلادي كلها كرما
فلا تقيسوا علي الفضل من كرمي
فأما عيوني فقد جفت مدامعها
في طغية الحرب ليس الدمع من شيمي
حتى القوافي بكت ان رحت أنطقها
بالدم دون قراطيس ولا قلم
ورحت أنظر للخلان أين هم
فما وجدت خليلا زاد من سقمي..
وقصيدة أخرى ردا على من قال هل يرى الا التراب والحجارة
ارنو الضريح فيدمي قلب مرثيه
ارى وحيدي طيفا راقدا فيه
أميل نحوه كالأزهار ملت لها حتما
وقبل احتضان الزهر أرويه
شمس الصباح فإن تطلع فصارخة
قطر الندى في ربا البيداء يبكيه
حتى النجوم لفي الأسحار تؤنسه
والبدر قبل شروق الشمس يأتيه
عند الضحى كل طير بات يسمعه
سجعا رقيقا كبيت الشعر يعطيه
كم بات في النفس تبغي حد مرقده
في كل صبح وقلبي تاق يمسيه
ناديته والصدى قد عاد لي لججا
كموج البحر على الشطآن يرميه
في الحلم أعطي من الأضلاع ألطفها
حتى أمد له عزما يقويه
حزني عليه يكاد اليوم يفطرني
اخفيه عنه وإن أكتمه يبديه
أما الشاعر أنس الحجار من مدينة حماة، الذي قدم قصيدة وجدانية طافحة بالعشق للبحر والجمال حيث ذهب وراء ضجيجه الداخلي ليحظى بما يهواه قلبه مع مشاكسات على شط البحر مليئة بالمتعة والمفاجأة يقول :
عتبي على الصبح لما انسل وانفجرا
لم يعطن نبأ الغيب الذي ضمرا
أني أواعد طيفا بالخفاء ولا
يفيض حرصي إما خاتل القدرا
في اللاذقية حيث البحر أغنية
ونوتة الموج غنجا تطرب الحجرا
حملت يتم قصيدي نحو شاطره
وفي عيون الصبايا أقتفي الأثرا
وفي حديقة عشق كنت أعبرها
حبلى بأيلول أوراق تسر ثرى
لمحت فاتنة في أفق ذائقتي
كأنها الشمس لكن أدركت قمرا
بينما الشاعر ميشيل عيد من مدينة القنيطرة قدم قصيدة عاطفية يحاكي فيها واقع الحال حيث يقول :
يا وحي بلقيس هل من مأرب سبأ
يحدث الروح في محرابها نبأ
ماكل خابية يروى بها ظمأ
الحاسدون من الأحقاد مابرؤوا
وقسوة القلب من سيماتها صدؤوا
كل ابن آدم قد ينتابه الخطأ
حديثهم خبر يا أيها الكفؤ
يعني بأنك عند البوم مبتدأ
بخيل الهجو لكن قيل لي ما أكرمك
كريم المدح لكن قيل لي ما ألأمك
بهذا الشعر دون الوحي من قد ألهمك
كأن الحرف يستعصي عليك ليوهمك
وأيضا شاركت الشاعرة وديعة درويش مؤسس ومدير عام الملتقى السوري للثقافة مقره في اللاذقيه حي سنجوان .
لها أربعة دواوين منها بائعة الهندباء ودروب المنى .
شاركت بقصيدة تمجد فيها بطولات الجيش العربي السوري ، الذي دافع عن كل شبر من الأرض السورية ، وقدم أغلى ما عنده .. فهم الشرف والعزة والكرامة تقول الشاعرة :
عيد البواسل عيد الفخر والكبر
جيش يحطم أنف الغاشم القذر
ماخاض معركة الا وحولها
نصرا مبينا زها بالأنجم الزهر
تبارك المجد في ساحات قمته
نصر ولكنه الغالي من الدرر
كم سجلوا بدم الأحرار ملحمة
كي لا يموت رنيم العزف في الوتر
وجيشنا عزنا مغوار مفخرة
يحرر الوطن المأزوم من شرر
ويعشق القدس مثل الشام في شغف
يرتل النصر كالآيات والسور