لكل مجتهد نصيب هي مقولة مهمة، بل هي قانون في الحياة مبني على واقع فعلي وقول سديد، والشخص المجتهد في حياته ويعمل بجد وكفاح هو الذي يكسب المال ويقتني ما يريد بعمله الشريف.
من هنا يدرك كل الناس أن تحصيل المال والثروة والأشياء الثمينة مهمة ليست بالسهلة أبداً، فهي تحتاج إلى بذل الأوقات والجهود المضنية ومواصلة الليل بالنهار، لأن الإنسان بذلك يستطيع أن يحقق هدفه ويستطيع أن يقتني ما يريد عبر تفانيه بعمله.
ولكن واقع الحياة يقول إن هناك أمراً آخر يحقق السعادة للشخص الذي يمتلك المال والثروة وهي سعادة كبرى لا يعرفها إلا الباذلون ولا توازيها لذة، وهذا الأمر يمتثل بالعطف على الفقراء، والعطاء والبذل لهم، ومد يد العون للذين لا يمتلكون المال والعيش الرغيد، ممن يحتاجون الرغيف ودفتر المدرسة ومستلزماتها، وممن هم بحاجة للباس المدرسي في ظل هذا الغلاء الكبير بالأسعار، وحاجة الفقراء لمن يساعدهم.
وفي مجتمعنا نجد الكثير ممن أياديهم لا تعرف إلى البذل والعطاء والخير للفقراء والمحتاجين، ونجد الجمعيات الخيرية التي تساهم بسد فجوة كبيرة في هذا الإطار، ونجد أن هؤلاء يواصلون الليل بالنهار ولاينسون من هم بحاجة الدواء والغذاء واللباس، وهؤلاء الباذلون والمنفقون يدركون عن قناعة بأن الإنسان هو أخ للإنسان وخاصة عند الحاجة وعند ضيق العيش والمرض والكوارث والمآسي وهنا تتجلى حقيقتهم ومعادنهم وما أكثرهم في مجتمعاتنا فهم البلسم الشافي والعلاج الفعال لآفة الفقر المدقع عند بعض الناس.
وهؤلاء نراهم يقدمون الغالي والنفيس لإخوتهم دون منة أو رياء أو أذى، وفي الواقع إن حقيقة حب الوطن يتجلى ويتوضح بمقدار ما يقف مواطنوه مع بعضهم البعض وخاصة في الملمات والشدائد.
أخيراً يقال إن نعمة المال والثروة التي كسبناها في الحياة هي قوة لنا فلا نبددها هباء وضياعاً بل نعيش بها، ونجبر بها خواطر المعوزين واليتامى، وفي الحقيقة هؤلاء ترفع لهم القبعات لأنهم عرفوا بأن قيمة المرء تسمو بمقدار ما يقدمه للناس الذين ضاقت بهم السبل.
جمال الشيخ بكري
السابق