الثورة – ترجمة رشا غانم:
أمضت مركبة كيوريوسيتي روفر التابعة لوكالة ناسا أحد عشر عاماً بحثاً عن دلائل وعلامات لوجود حياة على سطح المريخ، والآن، وعلى ما يبدو فإن الروبوت الذي يبلغ حجمه حجم السيارة قد وجد شيئاً ما.
في عام ٢٠٢١، اكتشفت المركبة مجموعة غريبة من الشقوق على شكل مضلع داخل التربة، الأمر الذي جعل العلماء يعتقدون بأن ذلك هو الدليل على أن الكوكب الأحمر كان لديه نفس الظروف الموجودة على سطح الأرض، والتي قد سمحت للكائنات الحية الدقيقة بالبقاء على قيد الحياة منذ القدم، وتشير الشقوق الطينية الغامضة الموجودة على قاع بحيرة قديمة على أن دورات الحياة الجافة والرطبة بالمقارنة مع الفصول التي نمر بها ونعيشها على كوكب الأرض اليوم هي نفسها كانت توجد على سطح المريخ، حيث أن مثل هذه الدورات ضرورية جداً لتعزيز تركيبة البوليمرات المكونة بشكل أساسي من الكربون والمعروفة باسم اللبنات الأساسية للمركبات العضوية وللحمض النووي.
ومن جهته، قال المؤلف الرئيسي- ويليام رابن في معهد البحوث الفرنسي للفيزياء الفلكية: “هذا هو الدليل الأول الملموس، فلقد اكتشفنا بأن المناخ القديم للمريخ كان يتمتع بالدورات الرطبة والجافة المنتظمة والشبيهة بتلك التي تحدث في الأرض”، مضيفاً: “ولكن الأهم من ذلك، هو أن الدورات الرطبة والجافة مفيدة ولربما أنها ضرورية ومطلوبة للتطور الجزيئي الذي قد يؤدي إلى الحياة”.
ويذكر أنه في عام ٢٠١١، تم إطلاق كيوريوسيتي في فلوريدا كجزء من مهمة مدتها سنتان لجمع معلومات فيما إذا كان هناك من شيء يدعم الحياة على كوكب المريخ، ونظراً لنجاحها، تم تمديد المهمة إلى أجل غير مسمى، واكتشفت الشقوق الطينية قبل عامين فقط بعدما صعدت المركبة لجبل شارب الذي يبلغ ارتفاعه 15,840 قدماً، هذا وقد تم العثور على تلك الشقوق في موقع لبحيرة قديمة، محصورة بين طبقة رواسب غنية بالطين وطبقة كبريتية ملحية، وتشير الطبقتان المتناقضتان إلى أن الدورات الرطبة والجافة حدثت ذات مرة، حيث ينشأ الطين عادة في الظروف الرطبة وتتشكل الكبريتات بشكل عام مع جفاف أي ماء، كما يعتقد أن الشقوق غير العادية قد تشكلت أيضاً في خضم ذلك، وتحولت من تقاطعات جافة إلى أشكال سداسية بسبب التعرض للمياه، وقد تكون سلاسل طويلة من الجزيئات القائمة على الكربون والمعروفة باسم البوليمرات قد تشكلت أيضاً، والتي تُعرف إلى حد كبير بأنها اللبنات الكيميائية للحياة.
وكما أنه في عام 2017، تم اكتشاف شقوق مماثلة أيضاً في صخرة قريبة تُعرف باسم “أولد سوكر”، وليس من الواضح سبب توقف هذه الدورات، على الرغم من أن بعض العلماء يعتقدون أن درجات الحرارة كانت أكثر دفئاً مما هي عليه اليوم، ما يسهل تدفق الماء السائل.
وبدوره، قال أشوين فاسافادا من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا:” توسع هذه الورقة نوع الاكتشافات التي قامت بها كيوريوسيتي”، مضيفاً:” على مدار 11 عاماً، وجدنا أدلة كثيرة على أن المريخ في القديم، ولربما كان يدعم الحياة الميكروبية، والآن وجدت البعثة دليلاً على الظروف التي ربما عززت أصل الحياة أيضاً، وعلى عكس الأرض، فإن المريخ ليس موطناً لأي صفائح تكتونية، ما يعني أن الرواسب القديمة ليست مدفونة بعيداً تحت السطح وبدلاً من ذلك فهي محفوظة جيداً، ونتيجة لذلك، يعتقد العلماء أنه يمكن فحص البيولوجيا والجيولوجيا ما قبل التاريخ بشكل أكثر شمولاً”.
وختم رابن:” من حسن حظنا أن يكون لدينا كوكب مثل المريخ القريب الذي لا يزال يحتفظ بذكرى العمليات الطبيعية التي ربما أدت إلى الحياة”.
المصدر – ديلي ميل