تشكل الإقامة والسكن لدى طلاب الجامعات أمر بالغ الأهمية، والذي ينبغي التخطيط له فور الانتهاء من اختيار الجامعة والتخصص الدراسي، وقد اعتمدت جامعاتنا ضمن أولويات أهدافها استيعاب أكبر عدد ممكن من أبنائها الطلبة في السّكن الجامعي، والحرص على توفير كل الميزات بدءاً من شكل المبنى مروراً بمستلزماته وتجهيزاته التقنية التي تلبي احتياجات الطلاب.
سورية.. ومنذ عشرات السنين، تقدم هذه الخدمة لطلبة جامعاتها ويتم ذلك بشكل مجاني أو مقابل مبلغ مادي بسيط، حيث أوّلت الدولة السكن الجامعي أهمية كبرى باعتباره ركيزة أساسية من ركائز التفوق والنجاح، ولمّا كان هدف الجامعة تلبية رغبات الطلاب، حيث يعد السكن الجامعي من أهم الخدمات التي تقدمها الجامعة للطلبة، فليعتبرها كل من المعنيين والقائمين عليها والطلاب بمثابة منزلهم الثاني لأنها بالفعل كذلك.
للمدن الجامعية العديد من المميزات ومن أهمها توفير الوقت والجهد، فقرب المدن الجامعية من الجامعة يسهل على الطالب حضور المحاضرات في أي وقت، ويكون الطالب متفرغاً تماماً لدراسته إلى جانب أنشطة أخرى من الممكن القيام بها، ومن خلاله يستطيع الاستعانة وتبادل الخبرات الدراسية مع الزملاء في المجال نفسه، كما أنه يوفر غرفاً للدراسة منفصلة عن غرف السكن، ووجود نظام الإشراف داخل السكن الجامعي يعمل على انضباط الطلاب والالتزام بقواعد وقوانين السكن الجامعي.
بعد تحويل المدن الجامعية إلى هيئات عامة مستقلة لا بد أن نلاحظ تحولاً نوعياً فيها، وتأهيلها من جميع الجوانب ووضع الخطط التي تحقق أهدافها، بدءاً من تسهيل آلية تسجيل الطلاب، واستقبالهم قبل بدء العام الدراسي بفترة كافية لتشكل نوعاً من الاستقرار لدى الطالب وأهله، وتحديد استيعاب الطلاب في الغرف بما يتناسب مع حجم الغرفة، وكذلك العمل على بناء وحدات سكنية ومرافق خدمية ملحقة بالمدينة الجامعية.
ومن هنا لا بد أن يتزامن فتح المدن الجامعية واستقبال الطلاب قبل بدء العام الدراسي، خاصة للكليات التطبيقية والعملية، ليمكن الطلاب من مباشرة دوامهم في الوقت المحدد.. خاصة أننا على أبواب عام دراسي جديد يبدأ بعد أيام..