الثورة- سلوى إسماعيل الديب:
يولدون بفطرة سليمة تدفعهم للإبداع، ولكن الموهبة تحتاج لصقل وتشجيع، نحن الآن أمام المعرض السنوي للهواة، الذي تقيمه رابطة أصدقاء المغتربين بالتنسيق مع اتحاد الفنانين التشكيلين في حمص.
أشارت عضو مجلس رابطة أصدقاء المغتربين في حمص سوزانا سارة إلى أن الرابطة أقامت معرضا للهواة برعاية الرفيق عمر حورية، بدعم وتشجيع من الدكتور رامز بيطار والدكتور بطرس يوسف، ضم المعرض ٣٠مشتركاً من اليافعين والكبار الهواة وتميز المعرض هذا العام بمشاركة٢٠ طفلاً من عمر ٧سنوات وما فوق، إلى جانب الفنانين الكبار، ليكونوا قدوة لهم في المستقبل، إيماناً من الرابطة بأن مواهب أبنائنا تستحق التشجيع والدعم، عبر الأطفال عن محبتهم لوطنهم بأسلوبهم وألوانهم بينما كانت مواضيع الكبار متنوعة بالأفكار، تناولت واقع غلب عليه السواد في ظل الأيام التي مرت على البلاد، منهم من صور بألوانه وخطوطه نظرة الأمل والتفاؤل بالمستقبل، عكست لوحاتهم رسالة إنسانية وثقافية بأسلوب فني، تمت متابعة اللوحات بإشراف الفنانة القديرة سميرة مدور وضم المعرض أكثر من خمسين لوحة.
أضافت عضو مكتب اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حمص سميرة مدور: قدَّم المشاركون صورة فنية رائعة من خلال ما أبدعوه من أعمال، تتلخص فكرة المعرض بتعزيز التعاليم الأخلاقية والدينية التي تدعو إلى المحبة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد، ونظرة أمل رغم كل الظروف الصعبة التي مرت على بلدنا الحبيب والتأكيد على أن بلادنا ستبقى جميلة بتاريخها العريق وتراثها الغني مهما حدث، كان دوري الإشراف وتوجيه المشاركين مع سوزانا سارة من رابطة أصدقاء المغتربين، كانت اللوحات معبرة بالرغم من قصر مدة التحضير، وكافية لنرى تلك الأعمال الفنية الجميلة، التي نالت إعجاب جميع من حضرّ المعرض.
تحدث رئيس اتحاد الفنانين التشكيلين في حمص إميل فرحه عن المعرض، قائلاً: حرصاً من الاتحاد على المواهب واستمراريتها بكل الفئات العمرية، وكون صالة اتحاد الفنانين التشكيلين هي المنفذ الوحيد لعرض هذه الأعمال، أحببنا أن نتشارك مع الرابطة لإقامة هذا المعرض، الشيء اللافت المستوى الرائع لفئة الصغار ما يوجب الاهتمام بهم من كل شرائح المجتمع، فهم الرافد الأول للحركة التشكيلية على مستوى سورية، والجميل في الأمر التنوع في طريقه العمل، أغلبهم يعرفون ماذا يريدون ونحن جاهزون لتبني أي موهبة.
طغى على المعرض الوطن وهمّه بطريقة إيجابية، تميز نتاج الأطفال بعفويته، ولوحاتهم لا تنتمي لأي مدرسة، أما الكبار فأغلب مشاركاتهم واقعية وتعبيرية وسريالية وهي تجسيد لأفكارهم.
أما عضو المكتب التنفيذي في النقابة محمد طيب حمام فأشار لكون المعرض تقليداً سنوياً بالتعاون مع رابطة المغتربين، وأنه ظاهرة حضارية فنية، ونموذج فني، يُظهر مستواهم الفني ومستوى الوعي العالي لدى الأطفال، والمعرض نتاج تعاون مع الاتحاد نحن نشجع أي مبادرة فنية أو ملتقى ومستعدون للمساعدة حتى نسمو بالفن، كونه أهم مكونات المجتمع.
وأضاف أمين سر الاتحاد حسين أسد قائلاً: المعرض مشترك بين عدة فئات عمرية، وهذا التشارك غير مفضل، لما ينتج عنه من تقابل ومقارنة بين اللوحات، بشكل عام المعرض مميز وخصوصاً لدى الأطفال، لكن اللافت عمليات النقل عن فنانين آخرين، ومع ذلك لا نستطيع أن نقارنهم مع فنانين خريجين كبار لهم تجربة، والمعرض فرصة فريدة خصوصاً عندما يحضر فنانون كبار، ويوجهون ملاحظات للأطفال ليستفيدوا منها أو حتى للمشاركين الكبار.