الثورة – آنا عزيز الخضر:
اتسعت عوالم وتنوعت وتشعبت وقائعها، فاستقطبت قضايا كثيرة، عاشها الناس في سورية، من جراء تلك الحرب الإرهابية.. هذا ماصوره عرض المونودراما (على وشك الحياة) على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي: بكفر سوسة بدمشق.
العرض إخراج “محمد مروان إدلبي”،
من تأليف” محمد حجازي”، تمثيل الدكتور” محمد الشيخ”.
تناول العرض حكاية أب منذ بداية حياته، حيث تصاعدت الأحداث مترافقة مع تنامي عوالم الشخصية، وتفاصيل حياتها تدريجياً، وبالتالي تطور الأداء، الذي تجول في مساحات حياتيه كثيرة، أظهرت طاقة ممثل استطاعت أن تقارب جميع الأجواء بأدائها الدقيق، وذلك ضمن ديكور غريب برز فيه قبران، ليظهر العرض أثرهما المستمر على الشخصية الأساسية، رغم تعدد عوالمها ،وقد استثمر الممثل مفرداته الخاصة و أدواته، لينتقل بين شخصيات عنيفة.. مثل جمال السفاح، وأدولف هتلر، وشخصيات حاولت أن تقف بوجه العنف، وكانت في قمة الإيجابية.. مثل ” تشي غيفارا”..وهكذا
وقد استعرض ” الممثل”الأب معاناة واسعه فردية، وعامة.. بدءاً من الاحتلال العثماني ثم الأنتداب الفرنسي، وصوﻻً إلى الحرب الإرهابية، التي تعرضت لها سورية من خلال قصة الأب الحزين، الذي خسر ولديه، أحدهما استشهد على يد الإرهابين، و الثاني خلال محاولته الهجرة، جنباً إلى جنب تمسك العرض ب الأمل، الذي تبلور على الأكثر في ولادة الحفيد الذي بدد أجواء الحزن ناقلاً مشاعر جميلة، وبشائر خير، و قد ولد وأتى إلى الحياة مع تحرير حلب من الإرهاب.
ﻻبد من القول أن بطل العمل،” محمد الشيخ” نقل واقع حياتي، عاشه السوريون، وقارب حياة كل إنسان عانى من الحرب وتبعاتها، و رغم المعاناة الكبيرة، بقى الانتماء هو العنوان الأهم لكل سوري، مهما تنوعت مأساته، فقد وحدهم حبهم لسورية.. هذا ماأكده وصوره
عرض المونودراما (على وشك الحياة) عبر أحداثه وتجسيده للشخصيات المختلفة والتورايخ والوقائع.