الثورة – عمار النعمة:
من أقدر منّا على فعل الحياة، وجمالها وبهائها، من أقدر منّا على صنع الموسيقا وابتكار الألحان ليبدو المشهد مفروشاً بالذكريات والحنين والفرح والبهاء.
في أمسية استثنائية بمناسبة الذكرى المئوية لولادة شاعر سورية الكبير نزار قباني، وهي التي تشكل حالة حضارية ثقافية فنية في تأهيل جيل جديد من المطربين والموسيقيين يمكن القول إن ماقدمته الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله وبمشاركة أصوات أكاديمية شابة أننا الأقدر والأجدر على صنع الجمال والفرح والابتسامة.
وأنت تستمع لهؤلاء الشباب المفعمين بالحياة تدرك جمال الصوت وروعة الأداء، تشعر أنك تحلق بعيداً، فالاحتفالية استثنائية بحق، لأن الاحتفاء بشاعرها أيضا استثنائي، كيف لا ونزار قباني الاسم الذي تردد على مسامعنا منذ الصغر وحتى يومنا هذا، هو الشاعر الذي عبر الزمن مرة واحدة ولكنه بقي يعبر صفحاته إلى الأبد، هو الحالة من الإبداع والعمل والحياة، أوليس من حقنا أن نحتفي ونبحر في أرشيفه؟.
من مدرسة الحب إلى قارئة الفنجان إلى الموال الدمشقي عادت الذاكرة بجمهور دار الأوبرا إلى مساحة من زمن جميل صبغته كلمات نزار بلون الحب والصدق فبتنا نذكر عبد الحليم حافظ وفيروز ونجاة الصغيرة وكاظم الساهر…. والكثيرين الذي غنوا لهذا الشاعر لنعود إلى يومنا هذا حيث استطاعت الأصوات السورية الشابة أن تثبت حضوراً قوياً جعل جمهور دار الأوبرا يتفاعل مع اللحن والكلمات، ويتعطش للمزيد من الإبداع.
خلال هذه الأمسية الخاصة جداً كان اسم نزار قباني وروحه كفيلان بأن نتابع بشغف ماذا سيقدمون هؤلاء الشباب، كان صوته المحفور في ذاكرتنا يحلق بنا إلى الأمل والألم، والفرح والحزن، والحنين والذكريات.
الأصوات السورية الشابة الأصيلة ليندا بيطار – خلدون حناوي – سيلفي سليمان – رماح شلغين – ديانا السعيد… جعلتنا نطمئن على كلمات شاعرنا، وعلى مسيرته المليئة بالعمل والجهد والعطاء، لنسمو بتطلعاته وآماله لتطوير فن الشعر وجماله، ونحلق بعد ذلك مع ألحان الفرقة الوطنية السورية وأدائها المحكم، فتسترجع الذاكرة دمشق التي تغزّل بها شاعرنا وتنسم رائحة الياسمين المعرّش في بيوتها القديمة.
نزار قباني شاعر سوري يستحق أن نحتفي به ونفتخر بماقدم لنا وبما أطربنا به من شعر وكلمات بديعة، فهو الذي استمر إبداعه منذ رحيله وحتى تاريخنا هذا.