الثورة – فاتن دعبول:
لم يكن نشاطاً اعتيادياً ذاك الذي استضافه فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع منظمة طلائع البعث، فمن يرى ذاك النور والألق الذي يشع من عيون أطفال لم يشقوا عن الطوق بعد، يدرك أننا قادمون إلى مستقبل مشرق ببيانهم وفصاحتهم ووعيهم الطفولي الذي يجمع بين البراءة والطموح الذي تجاوز حدود السماء.
وفي تقديمها للملتقى بينت الرفيقة لورين حداد أن الثقافة هي هوية الفرد والمجتمع وهي هوية الأمم والشعوب، فجميع حاجات الحياة لها حدود إلا الثقافة لا حدود لها، لذلك كان السعي إلى ترسيخ القيم الإيجابية والاجتماعية والإنسانية والثقافية في شخصية الرفيق الطليعي.
أحلام تطال عنان السماء..
ومن أحلامهم نستمد عشقاً جديداً لوطن أنبت تلك البراعم الواعدة، فالطفل صابر أبو الفخر الذي اعتاد أن يكون إيجابياً في علاقاته مع أصدقائه، بل وداعماً لهم في تفوقهم قد صاغ حلمه ولما يبلغ من العمر تسعة سنوات، هو يريد أن يصبح طياراً عسكرياً، لأنه تربى على معنى الشهادة والتضحية وقد شارك بأبيات شعرية من نشيد العروبة لجده الدكتور صابر فلحوط.
بينما يجد الطفل لفند شرو مستقبله في أن يصبح عالماً ويسعى إلى تحقيق حلمه بالدراسة والمثابرة، وهذا بالطبع لا يتعارض على حد قوله مع هواياته في الرسم وكتابة القصة وممارسة الرياضة، ويحظى باهتمام الأهل ومدرسيه.
أما ميرا بدران التي ترى دراسة الطب هدفها الأول والطفلة آية قدامة التي تسعى لتحقيق حلمها في دراسة العلوم السياسية فقد تميزتا بالفصاحة والخطابة وأتقنتا فنون العربية بالمتابعة والقراءة المستمرة، وتنضم إليهما الطفلة فرح علي التي عشقت شعر نزار قباني وأتقنت إلقاءه بدعم من مدرستها وذويها.
عدة المستقبل..
وأكد الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أهمية التوجه للأطفال والعمل على بنائهم الثقافي لأنهم عدة المستقبل، وهذه مسؤولية تقع على عاتق المجتمع كافة والمنظمات المتخصص على وجه الخصوص كمنظمة الطلائع واتحاد الكتاب العرب ضمن أهداف المذكرة التي أبرمت بينهما، وعلى أساسها أقيمت هذه الورشة التفاعلية بين الأطفال وبعض الأدباء المهتمين بشأن الكتابة للطفل، ونسعى لتكون هذه الأنشطة دائمة لننهض بثقافتهم ونزرع في نفوسهم معاني المحبة والتسامح والقيم النبيلة.
لقاء المبدعين..
ويرى محمد أيمن البراك أمين فرع دمشق لطلائع البعث أن هذا اللقاء يحمل خصوصية هامة لأنه يمثل لقاء بين الأدباء الصغار والأدباء الكبار، بناء على مذكرة تفاهم أبرمت بين منظمة الطلائع واتحاد الكتاب العرب، يقدم الأطفال في هذه الورشة نتاجهم الأدبي من قصة وشعر وخطابة وتناقش الأعمال من قبل الأديب المتخصص في جلسات حوارية وتقدم لهم النصائح والتوجيهات التي تساعدهم على التميز، فالأدب لا شك يمثل لغة التواصل بين الحضارات.
وأضاف: نسعى إلى تحفيز المبدعين من الأطفال ونشر نتاجاتهم في مطبوعات الاتحاد وتقديمهم على المنابر ليكونوا مثالاً يحتذى لأقرانهم، هذا إلى جانب تقديم المكافآت التشجيعية لهم المادية والمعنوية مثل” وسام الريادة وشهادات التقدير”.
مشروع أدباء..
ويتوقف بشار زريقي أمين سر مكتب المسرح والموسيقا والثقافة عند أهمية متابعة الأطفال ونشر ثقافة الأدب والاهتمام باللغة العربية، وهذا هو دور منظمة الطلائع في الاهتمام بالمواهب والبراعم الواعدة، واللقاء اليوم هو فرصة للأطفال الموهوبين للقاء بعض الأدباء والاستفادة من خبراتهم في مجالات كتابة القصة والشعر والفصاحة، وتوعية الأهل لرعاية مواهب أبنائهم والاستعانة بأصحاب الاختصاص، لأن بعضهم قد يكون مشروع مبدع أو كاتب أو عالم.
راع أساسي للطفولة..
وبدوره بين أنس صاري عضو قيادة فرع دمشق لطلائع البعث أن منظمة الطلائع هي الراعي الأول للطفولة، وعليه فهي تقوم عبر فروعها بنشاطات متعددة تهدف إلى استقطاب المتميزين ورعايتهم في مجالات الأدب من شعر وقصة ومسرح وموسيقا، هذا إلى جانب فنون الخطابة والفصاحة، ويتم اختيارهم بداية من الوحدات المدرسية وتنظيم فعاليات وحفلات فنية وندوات بالإضافة إلى مسابقات الرواد والعمل على صقل مواهبهم، وجاءت الاتفاقية بين منظمة الطلائع واتحاد الكتاب داعماً كبيراً لهذه المواهب، وخصوصاً أن أطفالنا عاشوا مرحلة صعبة في ظل الحرب التي تعرضت لها سورية.
وتوجه بدوره برسالة إلى الأهل لرعاية أطفالهم وتنمية مواهبهم وتشجيعهم على القراءة والتحصيل العلمي، وتحدي تقنيات العصر عند استخدامها بطرق غير صحيحة.
هم المستقبل..
وبقلب مفتوح يحتضن الأديب أيمن الحسن مواهب الأطفال بالرعاية والنصح والتوجيه، لأنه يرى فيهم مشاعل نور يضيء المستقبل، فهم على حد قوله براعم غضة تحتاج إلى الرعاية للارتقاء بمستواهم الفكري وتعزيز ثقافتهم، وحتى يتحقق هذا الهدف، يجب أن نكون أطفالاً لنعيش مشاعرهم وأحلامهم وطموحاتهم، ونحصد النتائج المرجوة من إبداعاتهم ومواهبهم.
ولكم ترفع القبعة..
ولا يمكن تجاهل دور الراعين لهذه الطفولة وهذه المواهب، فلابد من توجيه الشكر للأسرة أولاً لدعمها ومتابعتها لأطفالها ومن ثم المدرسة والقائمين عليها من إدارة ومدرسين، ومن ثم التوجه إلى منظمة الطلائع واتحاد الكتاب العرب، لتنهض بلادنا بأطفالها عماد المجتمع ومستقبلها الواعد.