روابط وعلاقات وحضارات عريقة ما يربط دولة الصين مع سورية مهد الحضارات والديانات والثقافات في الآن نفسه، ولم يكن طريق الحرير الذي ساهم في الازدهار الاقتصادي طريقاً لعبور المنتج الزراعي والبضائع وحسب، بل كان أيضاً طريقاً حريرياً لعبور الأفكار والثقافات ،وخصوصاً أن الصين ومنذ القدم تؤمن بسياسة حسن الجوار، فلم تسع يوماً للتوسع والاستعمار، إنما إلى خلق ذاك التناغم في العلاقات السياسية والثقافية والفكرية.
وعليه فقد اتجهت الأنظار إلى ذاك الشرق من العالم فكانت أول اتفاقية ثقافية أبرمت مع الصين في العام 1965 والتي تهدف إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين” الصين وسورية”.
وكان الاتفاق الأبرز في العام 1983 الذي أبرم بين اتحاد الكتاب العرب ونظيره الصيني واختير على إثره عدد من الروايات العربية لأدباء عرب لترجمتها ونشرها في الصين، وقد ساهم عدد من المترجمين في نشر الثقافة العربية في أرجاء الصين، كما كان العمل على اختيار أعمال لأدباء وشعراء من الصين وترجمتها إلى العربية.
وتجدد العهد منذ شهور عديدة إثر زيارة لرئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني إلى الصين الذي أوضح في أحد تصريحاته بالقول” هناك ثقافة متناغمة وتاريخ مشترك من القيم والمثل الإنسانية التي تجمع بين الصين وسورية تاريخياً من التسامح والمحبة والامتداد التاريخي العميق للثقافتين السورية والصينية، والصين من الدول السبّاقة لاحتضان اللغة العربية في معاهد افتتحت خصيصاً لتعليم اللغة العربية، وجعلت لكل صيني يتعلم العربية اسماً باللغة العربية إلى جانب اسمه الصيني ..”
وفي عودة سريعة إلى أرشيفنا الثقافي، سنجد العديد من الأنشطة والفعاليات والأسابيع الثقافية التي شهدتها كلتا البلدين، ما يؤكد ذاك التفاعل الجاد مع الثقافات المختلفة ومدّ جسور التواصل بين الشعوب التي تناضل من أجل قضاياها العادلة، وليس بعيداً ما شهدناه من وقفة تضامنية مع بلادنا في الحرب الظالمة التي شنت عليها.
بريق يسطع من الشرق وينثر عبق الحضارة والحكمة والفكر في ربوع بلادنا التي تفتح ذراعيها للخير والمحبّة والسلام.