الثورة- أسماء الفريح:
انتقدت الخارجية الروسية وبشدة اليوم تكريم البرلمان الكندي لأحد النازيين الأوكرانيين.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن الفعالية التي أقيمت في البرلمان الكندي لتكريم عضو في “جماعات بانديرا” يبلغ من العمر 98 عاماً وخدم في فرقة “إس إس” النازية تمثل استهزاء وقحاً وسافراً تجاه ذكرى ضحايا النازية، التي خدمها المتعاونون الأوكرانيون الذين أفلتوا لاحقاً من مسؤولية المشاركة في الإبادة الجماعية في الأراضي المحتلة من الاتحاد السوفييتي والدول الأوروبية، والذين قامت كندا باستقبالهم بترحاب بعد انتهاء الحرب الوطنية العظمى”.
وشددت الوزارة على أن الأعمال العدائية من جانب الحكومة الكندية، التي تحاول “التفوق” على الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات المناهضة لروسيا، وتعمل باستمرار على توسيع “قائمة العقوبات الوطنية” لتشمل السياسيين والشخصيات الثقافية وأفراد عائلات الخاضعين للعقوبات، وحتى مؤسسات تعليمية بأكملها، ستنال حتماً الرد المناسب عليها.
وختمت الوزارة بالقول: “لن نتسامح مع مغازلة الليبراليين الكنديين للنازية، وسنتخذ الخطوات اللازمة في إطار العلاقات الروسية- الكندية التي تشهد أزمة عميقة بذنب سلطات أوتاوا الرسمية” و”نأمل أن تتصدى القوى السليمة في المجتمع الكندي لعمليات نشر الفاشية في التاريخ والحياة اليومية التي تشجعها الحكومة الكندية”.
من جانبه, قال سفير روسيا لدى واشنطن أناتولي أنطونوف إن رفض الخارجية الأميركية إدانة تكريم البرلمان الكندي لأحد النازيين الأوكرانيين “وقاحة وإهانة لذكرى الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.”
وأضاف إن “رفض إدانة تهجمات النازيين الجدد في البرلمان الكندي، يدنس ذكرى ملايين البشر العاديين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية وهي خيانة لذكرى الجنود والضباط الأميركيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الولايات المتحدة”.
وتابع أنطونوف: “تظهر النخبة السياسية الأميركية بشكل عام اللامبالاة عندما يتعلق الأمر بالنازية في أوكرانيا وهي تغاضت عن الانتقام الوحشي ضد معارضي انقلاب 2014 في أوديسا ولا تعارض بتاتاً افتتاح تماثيل ونصب تذكارية في الولايات المتحدة تكريماً لقادة القومية الأوكرانية الذين تعاونوا مع هتلر”.
وأكد أن “إحجام واشنطن الرسمية عن انتقاد ما جرى في برلمان كندا يكشف استعدادها لدعم الذين، بجرائمهم الماضية، يلهمون رعاع النازيين الجدد الحاليين في كييف للقتال ضد شعبهم وتدمير كل ما هو روسي” وقال إنه لا يجوز بتاتاً إعادة كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية ويجب كبح الطاعون البني وهو بالضبط ما يفعله الجيش الروسي في إطار العملية العسكرية الخاصة”.
وفي السياق ذاته, قالت السفارة الروسية في أوتاوا ساخرة “إن تكريم النازي الأوكراني الذي خدم في قوات الـ “إس إس” في البرلمان الكندي سيبقى خالداً إلى الأبد في تاريخ الديمقراطية الكندية.”
وأضافت في بيان لها أنه “يجب على مواطني هذا البلد أن يفكروا في من يمجده قادتهم ونوع السلطات العسكرية التي يدعمونها في أوكرانيا”.
وتابعت أن هذا الحادث كان أيضاً “صفعة في وجه الأبطال الكنديين الحقيقيين الذين قاتلوا لتحرير أوروبا من النازيين جنباً إلى جنب مع إخوانهم الروس والسوفييت”مشددة على أن “روسيا تدين أي شكل من أشكال تمجيد النازية”.
وأثارت فضيحة ظهور نازي أوكراني مسن في البرلمان غضباً لدى المجتمع الكندي في الوقت الذي طالبت فيه المعارضة بإجابة رسمية من رئيس الوزراء جاستن ترودو حول كيفية دعوة مثل هذا الشخص إلى المجلس التشريعي بالإضافة إلى تقديم اعتذار علني.
وأعلن رئيس البرلمان أنتوني روتا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث زاعماً أنه وزملاءه لم يعرفوا شيئاً عن هوية المدعو.