«شو دخانك».. حين يسأل التلميذ زميله أثناء خروجهم من المدرسة ..؟!

علا مفيد محمد
نعم هذا ما يحصل في كل يوم على مرأى الجميع، ما إن ينصرف الطلاب من مدارسهم حتى تراهم متجمعين في حلقاتٍ على جانب الطريق أو في الحدائق يتبادلون السجائر وكأنها فعلٌ عادي وحق مكتسب، ينظرون في عين الكبير الذي يستهجن فعلهم بنظرة تخلو من الحياء وكأنهم يقولون له: هل من شيء لا يعجبك؟
أسئلة كثيرة تتزاحم في تلك اللحظة، ما الذي دفع هؤلاء التلاميذ إلى التدخين، كيف تجرؤواعلى هذا السلوك؟ وأين هم من رقابة أهلهم ومدرستهم؟ ما الحل للحد من هذه الظاهرة المؤذية وخاصةً أننا بتنا نشهدها عند البعض من صغار المرحلة الابتدائية للأسف.
وأثناء تقصينا عن أجوبة صادفنا والدة الطفل (أحمد) الذي لم يتجاوز عمره الـ 13 عاماً حيث شكت بحرقة تعلق ولدها بالتدخين منذ سنتين وأنها ووالده لم يتركا أي وسيلة لمنعه من التدخين دون جدوى.
تقول الأم : دخلت في أحد الأيام إلى غرفته وشممت رائحة الدخان وعند سؤالي له أنكرَ فعله بادئ الأمر إلا أن ذلك تكرر كثيراً وحين لم يجد مهرباً دائماً بالإنكار فاجأني بأنه صاحب قرار ولا دخل لأحد في قراراته ولن يترك الدخان مهما فعلنا ورغم أنني ووالده لم نترك وسيلة إن كان بإقناعه بالحجج والبراهين بخطورة التدخين أو بالتهديد والوعيد حتى وصلنا للتعنيف بالضرب ولم نجد نفعاً بل أصبح أكثر إصراراً من ذي قبل ولم تنفع كل النصائح والتدخلات.
في ذات السياق والدة أخرى تروي لنا باطمئنان أن ولدها (أمير) لم يقرب التدخين رغم أن جميع أصدقائه يدخنون إلا أنه يرفض المشاركة، بل وينصحهم بالابتعاد عنه ولكن لا فائدة.
وتقول: لا أسمح لولدي بالتدخين وأرفض الاستسلام أمام هذا الأمر إن حدث فلا بد من حل ومن طريقة تمنعه وأعتقد أن الحل مرتبط ببداية التأسيس والتربية والتعليم التي تمنع حدوث الواقعة فيما بعد.
حول ذلك توضح الدكتورة ولاء يوسف قسم علم النفس الاجتماعي جامعة دمشق بأن المراهق أو اليافع نتيجة للتحولات والتغيرات النفسية والمورفولوجية على الصعيد الشخصي والاجتماعي قد يكون في مرحلة تشكيل هوية وشيلجأ إلى التدخين نتيجة العديد من الأسباب أولها نفسية «كالتوتر _القلق _الاكتئاب»،وصعوبة المرحلة الإنمائية التي يمر بها وقد تكون نتيجة تأثر بالأقران، حيث يقارن نفسه دائماً بأقرانه ويتبع سلوك التقليد ويتخذ منهم نموذج يحاكيه في تصرفاته وسلوكه عدا عن الجو الأسري العام الذي يعتبر دافع أساسي يدفع المراهق إلى التدخين نتيجة التفكك الأسري وغياب دور الأبوين بالمطلق والتذبذب في استخدام الأساليب التربوية الخاطئة مع المراهق ما يدفع الأخير إلى التدخين كطريقة للتنفيس الانفعالي وتفريغ التوتر والقلق الذي يعاني منه.
كما أشارت أن هناك نظرية تسمى «التعلم الاجتماعي بالملاحظة» تعني أن يتخذ المراهق أحد أبويه قدوة ومثال أعلى له ونتيجة رؤيته أحد الأبوين يقوم بسلوك التدخين، هذا يعزز من فكرة التدخين في داخله ويميل إلى تقليده.
وتنصح الدكتورة يوسف الآباء والأمهات باستيعاب أبنائهم في المرحلة الراهنة التي قد تكون الأخطر نفسياً وبامتصاص ثورات غضبهم وشرح الآثار السلبية للتدخين وانعكاسه السلبي شخصياً واجتماعياً.
ونوهت يوسف أن هناك من ينصح بالإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي يدعى في علم النفس الاجتماعي «التحصين المنهجي التدريجي» يقوم على الانسحاب التدريجي.
ولكن على الصعيد الشخصي ترى الدكتورة أنه على الوالدين أن يقلعوا عن التدخين فوراً ولا سيما في هذه المرحلة العمرية الحرجة لأولادهم فبالتدخين مهلك للبدن وإضاعة للوقت والنفس والمال.
وتنصح يوسف الأهلل بالقول: أبقوا أولادكم بعيدين عن مساوئ السلوك، فالتدخين عادة سيئة تذهب بصاحبها إلى الهلاك.
معرفة الأصدقاء
التدخين ظاهرة جداً مهمة ومن الضروري الوقوف عندها منذ بداية العام الدراسي، هكذا بدأت حديثها مديرة مدرسة «محمد علي الجزائري» السيدة منى محمود الحائزة إجازة في التربية وعلم النفس، حيث بينت أن دورنا غير منفصل عن دور الأسرة وهذا ما نؤكده باستمرار في اجتماع أولياء الأمور من ضرورة مراقبة الأهل ومعرفة أصدقاء أولادهم وأقرانهم ومتابعة سلوكهم عن طريق الزيارات المتكررة للمدرسة.
ويتوجب علينا غرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال ودعم مشاعر الحب والانتماء للأسرة والانتباه بشكل خاص للأطفال الصغار.
لذلك نحن كمدرسة ابتدائية بعد أن نقوم بفرز الطلاب على الشُّعب و بعد شهر من بداية العام الدراسي نطرح موضوع التدخين بندوات تعليمية وأفلام وثائقية عن مضار التدخين بالتنسيق مع قسم الإرشاد لتبيان أثره السلبي على التحصيل الدراسي والفكري والعلمي، كما نقوم بشرح مضار هذه الظاهرة للأطفال فقد أثبتت الدراسات أن 90 ٪ من متعاطي المخدرات بدؤوا التدخين منذ الصغر وفي هذه المرحلة العمرية يتأثر الأطفال بكلام المرشد أو المدير فهم ينظرون له كقدوة لهم.
وليحصل الطالب نفسه على المعلومة نكلفه بمهام عن طريق البحث عبر محرك البحث غوغل عن مضار التدخين وسلبياته، فيقوم كل طالب بإحضار معلومة وعبر الإذاعة المدرسية صباحاً في كل يوم أحد وبعد تحية العلم يقوم بعرضها على زملائه ممن يرغبون الاستماع مع التأكيد على مضارها.
وحثت محمود على أهمية متابعتهم الدائمة بمراقبة دورات المياه للتأكد من عدم وجود بقايا السجائر وعند حدوث أي مشكلة نقوم بإعلام الأهل والتواصل معهم،لافتة أنه يتم تخصيص يوم مع معلمة الرسم لتقديم رسوم كاريكاتير لها معنى حول مضار التدخين وتأثيره العقلي والنفسي.
وتابعت نحن كمؤسسة تربوية يتواجد فيها الطفل فترة زمنية طويلة تقارب الـ 9 أشهر تبدأ يومياً من الساعة 8 وحتى الساعة الواحدة ظهراً علينا مراقبة أطفالنا وخاصة الصف الخامس والسادس.
وقالت: نقوم كإدارة بالتنسيق مع الإرشاد بالتركيز على الحالات الفردية الموجودة في المدرسة لدينا فهناك بعض الحالات التي تقوم المرشدة الاجتماعية والنفسية بدراستها منها: حالات انفصال الأبوين وغياب دورهما أو غياب أحد الوالدين بداعي السفر وعيش الطالب عند جديه، فنحن نعاني الكثير من هذه الحالات في المدارس التي تستدعي المراقبة الجيدة للطالب ومعرفة من يرافق؟ وإلى أين يتردد؟ والانتباه لمصروفه، أين يتم صرفه وعلى ماذا؟.
دور توعوي لمنظمة الطلائع
وأشارت مديرة المدرسة إلى الدور المهم لمنظمة طلائع البعث التي تشجع على إقامة مسرحيات وأدوار تمثيلية عن مضار التدخين يجسدها الأطفال بتمثيل دور السيجارة أو الجرثومة أو على سبيل المثال دور رفيق السوء الذي يشجع زميله على التدخين.
طلابنا أبناؤنا هم أمانةٌ لدينا مراقبهتم بشكل إيجابي والنظر إلى سلوكهم مع الأهل لنقوم بواجبنا على أكمل وجه.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها