الثورة:
من أجمل ما سمعت قولهم :”سيروا على سير أضعفكم” فكرت ملياً بهذا القول الحكيم وتمعنت به كثيراً فوجدت أنه من الواجب علينا جميعاً أن نكون مع أصحاب الحاجة الذين ضاقت بهم السبل وتعثروا في حياتهم فقراً وعوزاً وحاجة.
وهنا يتراءى أمامي القول السديد “الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” عطفاً ورحمة وسخاء خاصة مع الذين لا يطلبون وعندهم العفاف والخجل من الطلب، فالرحمة هنا صفة لايمتلكها إلا أصحاب النفوس الشجاعة في كرمها وعطائها فنراهم يبحثون بدأب عن الفقير وصاحب الحاجة والمريض الذي لا يجد ثمن الدواء له أو لأحد أفراد أسرته.
من هنا ندرك أن الرحماء هم أساس المجتمع الذي يقوى بهم وكم نعلم عن أناس يندفعون برحمة قلوبهم إنفاقاً وسخاء دون منة أو رياء، بل هدفهم فقط عمل الخير ورفع الفاقة والفقر عن الناس، وكم كبر بأعيننا ذلك الغني الذي سدد أجار المنزل لفقير، وكم هو جميل ذلك الشخص الذي ذهب للبقال أو السمان ووفى الديون عن بعض المستدينين الذين لا يستطيعون وفاء الديون التي بذمتهم.
نعم هي الرحمة التي سكنت القلوب، والتي نلخصها بكلمات “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” وتعلمنا في حياتنا بأن السعادة تكمن بالبذل والعطاء على عكس البخل الذي هو مذمة لا توازيها صفة سيئة، فالسخي ترفع له القبعات محبة وعرفاناً، وعودٌ على ذي بدء فالعطف والحنان على المحتاجين واجب تربوي وأخلاقي نتيجته قوة للأسر الفقيرة التي نحصنها من الضياع.
جمال شيخ بكري
