الثورة – حلب – فؤاد العجيلي:
“الهوية الوطنية – محدداتها ومهدداتها” كان عنوان الجلسة الحوارية التي دعت إليها وزارة الثقافة نخبة من مثقفي ومفكري حلب في صالة تشرين .
وعلى مدى ثلاث ساعات ناقش الحضور مفهوم الهوية الوطنية ، كما تناولوا محددات هذه الهوية ، والمخاطر والتحديات التي تهدد وجودها ، والسبل الكفيلة لتعزيزها بعد سنوات من الحرب التي تعرضت لها البلاد .
وعلى هامش هذه الندوة أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أن هذه الجلسة ومثيلاتها في بقية المحافظات تأتي ضمن خطة وزارة الثقافة بإعداد مشروع الخطة الوطنية لتعزيز معالم الهوية الوطنية ومكوناتها ومهدداتها وسبل تعزيزها ، لافتة إلى أن هذا المشروع ستكون بقية الوزارات والهيئات الوطنية الحكومية والأهلية المعنية بالثقافة شريكة في برنامجه التنفيذي من أجل تهيئة البيئة المناسبة لتعزيز الشعور بالإنتماء الوطني .
وأضافت الدكتورة مشوّح أن هذه الجلسات ستسهم في تعزيز مفهوم الهوية الوطنية السورية لتتم من خلالها ترجمة مفهوم المواطنة التي هي في الأساس ستسهم في بناء سورية المتجددة .
– الدكتور حليم أسمر – أستاذ في كلية التربية بجامعة حلب قال : ندوة اليوم تحاول إعادة النظر بالهوية الوطنية خاصة بعد سنوات الحرب وماأفرزته من آثار انعكست سلباً على الوطن والمواطن ، والتي يأتي في أخطرها هجرة العقول التي يجب أن تكون قد بقيت في الوطن وليس في بلاد الاغتراب ، مشيراً إلى أنه يتوجب علينا كحكومة ومجتمع أهلي أن نضع الخطط والبرامج الكفيلة بتثبيت هذه العقول في أرض الوطن ، فالهوية الوطنية هي ديناميكية منفتحة تحاول استشراف مستقبل الوطن انطلاقاً من الحاضر .
واعتبر الباحث محمد قجة ان الثقافة هي عامل مهم من عوامل الانتماء ، وهي تتكئ على اللغة ، وتعتبر لغتنا الوطنية ” العربية الفصحى ” هي إحدى أهم عوامل الهوية والانتماء ، ولهذا فإننا ننظر اليوم إلى هذه الندوة على أنها استعراض سريع للهوية الوطنية ” مكوناتها ومهدداتها ومعززاتها ” هذه المكونات المتنوعة ثقافياً وتاريخياً ، وعلينا أن نعمل على تعزيز هذه الهوية وماتحمله الكلمة من حقوق وواجبات متبادلة بين الوطن والمواطن .
القس إبراهيم نصير بدوره اشار الى اهمية هذه الندوة لأنها تتجاوز كل الهوات التي كنا نراها بين السلطات المختلفة والقاعدة الشعبية ، لأننا اليوم نسعى إلى بناء قاعدة أكثر صلاحاً وقدرة على رؤية المستقبل ورسم خططه ، لافتاً إلى أن هذه الجلسة امتازت بالصراحة والمكاشفة وقبول الآخر، ويجب أن تستمر مثل هذه الجلسات لنخرج بورقة عمل قابلة للتنفيذ ومن شأنها إعادة بناء سورية على قاعدة توافق وإجماع .
ولفت الدكتور فاروق اسليم – أستاذ في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة حلب ان اللقاء حول الهوية الوطنية يكتسب أهمية كبرى لأن وطننا سورية بحاجة إلى مشروع وطني للإعمار ولاستعادة الثقة بالنفس ، وهذا المشروع لايمكن أن يتحقق إلا بوجود مشروع مواز يعزز إنتماءنا ووجودنا ، مشيراً إلى أن هذا المشروع يتطلب منا أن نعيد قراءة أنفسنا لنستعيد عيشنا المشترك لنستعيد من غادر بلدنا .
وبين مدير الثقافة في حلب جابر الساجور أوضح أن المديرية ومن خلال خطط الوزارة وبرامجها يعمل دائماً على إقامة أنشطة وفعاليات من شأنها تعزيز الإنتماء الوطني ، ولاتقتصر هذه الأنشطة على ندوات ومحاضرات فحسب ، بل من خلال ورشات عمل ومعارض وحفلات فنية من شأنها تعزيز الروح الوطنية لدى أبناء المحافظة وبمختلف شرائحهم .
تصوير – عماد مصطفى