ريم صالح:
في يوم السبت الموافق في السادس من شهر تشرين الأول لعام ١٩٧٣، والمتزامن مع يوم العاشر من شهر رمضان كان يوماً فاصلاً لإعادة الحق المغتصب، ومواجهة العدو الإسرائيلي، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
هو يوم تشريني بامتياز.. ففي هذا اليوم التاريخي دوت صفارات الإنذار في كيان الاحتلال الإسرائيلي، لتزلزل أركان هذا الكيان المارق، وتدفع متزعميه الذين غرقوا في سبات غطرستهم، بأنهم الجيش الذي لا يقهر، وحيث تدكهم الصواريخ السورية والمصرية لتوقظهم من أوهامهم، وتجرجرهم للركوع أمام أحقية القضية العربية.
هي حرب تشرين التحريرية التي تنحني لبطولاتها الهامات، كيف لا وهي من انتشلت خنجر نكسة ١٩٦٧، ونكبة ١٩٤٨، لتغرسه في قلب كل صهيوني.. كيف لا وهي من أجبرت مجرمي الحرب الإسرائيليين على الاستقالة.. كيف لا وهي من اجتثت أكثر من ألفي جندي إسرائيلي.. كيف لا وهي من أثبتت أن الإرادة العربية لم ولن تتحطم.. وأن العدو الإسرائيلي ليس قوة يستحيل التغلب عليها.
وكما يقال من فمك أدينك.. ولنا هنا أن نستذكر ما جاء في كتاب رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير في كتابها اعترافات غوالدا مائير، والذي خصصت الفصل الرابع عشر منه لحرب تشرين، وعنونته بالهزيمة، حيث أنها وصفت الحرب بالكارثة الساحقة، والكابوس الذي عاشته بنفسها، وسيظل معها على الدوام.
باختصار يمكننا القول أن الانتصار في حرب تشرين التحريرية جسد إرادة وعزيمة السوريين، وقوة الجيش العربي السوري وقواته المسلحة، وعظمة ولائهم للوطن، واستعدادهم الدائم للتضحية من أجل عزته، وكرامة أبنائه، وسيادته.
وكما انتصر جيشنا العربي السوري في حرب تشرين التحريرية، وسطر أروع ملاحم التضحية والتحرير، فإنه اليوم أيضاً يتابع مسيرته على دروب التحرير والتطهير، ليحرر كل ذرة تراب من براثن الإرهاب ومشغليه.
هم أبطال قواتنا المسلحة يخوضون اليوم معارك الشرف الوطنية، وعيونهم ترنو لتحرير ما تبقى من أراض سورية من قوات الاحتلال الأمريكية، والتركية، والإسرائيلية ومرتزقتهم الإرهابية.
جيش ملحمي، عقائدي، سطر هكذا بطولات عبر التاريخ، هو ما عليه جيشنا اليوم في حربه مع الإرهاب التكفيري المأجور، فهو الجيش الذي رفع الشعار الوطن والشرف والإخلاص.

السابق