غداً آخر أيام موعد التقدم لمفاضلة القبول الجامعي، وما زال الآباء يفاوضون أبناءهم لتغيير ترتيب رغباتهم وفق ما يعتقدونه الأنسب والأفضل لهم، أو لتحقيق طموح عجزوا عنه لذلك يشككون في خيارات أبنائهم وفي قدراتهم لنيل ما يطمحون إليه وقد يفترون هممهم لتحصيل جامعي حلموا به من أجل خوض سوق العمل بحب ومثابرة وبمسؤولية ودافعية، وهذا بالتالي يحقق الإبداع ومن غيره سنظل مكان التابع والمقلد.
بالمقابل والملاحظ اليوم هناك تغير واضح في موقف وسلوك بعض الآباء الذي جاء منسجماً مع الحقائق التربوية والنفسية إذ أدركوا دورهم المحدود في إشباع متطلبات الشاب المادية والمعنوية بحيث أصبحوا يعتبرونهم أطرافاً لهم حقوق ومنها حق المناقشة وتبادل الرأي والاحترام والرغبة في التحرر والاستقلال الذاتي، والعكس صحيح فالشاب الذي يقوم والداه بجميع أعبائه ويتخذون قراراته الحياتية بدلاً عنه ويحرمانه كل تجربة ما يؤدي ذلك إلى ضعف ثقته بنفسه وقد يصاب بالإحباط وربما الفشل ويرد هذا للقدر ويلوم الزمان والظروف.
لعل توجيه المربين والآباء للشاب في اختيار مهنة تتفق وميوله وقدراته من أصعب المهام ولكن تحضر اليوم الكثير من الندوات التعريفية والمبادرات الشبابية ليكون الشاب على بينة من المؤهلات التعليمية وقيمة الدخل والتدريب الضروري وظروف العمل ومدى المنافسة لكل مهنة ليتمكن من حسن اختيار المهنة التي يحب.