الثورة – ترجمة غادة سلامة:
لن يكون هناك سوى القليل من التعاطف في الغرب مع قصف “إسرائيل” للفلسطينيين المحاصرين، والمعاناة الهائلة التي يبررها مصطلح “الانتقام الإسرائيلي”.
مدنيون فلسطينيون ينتظرون مع استمرار جهود الإنقاذ بين أنقاض مبنى أبو دقة الذي دمرته الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في خان يونس بغزة .
إن التعاطف الغربي مع “إسرائيل” يجب أن يجعل أي شخص بائس القلب.
وبنظر الغرب الذي يكيل بمكيالين فإنه من المروع لهم أن يموت، ويعاني الإسرائيليون بهذه الأعداد الكبيرة. ولكن بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين في غزة والجرائم الإسرائيلية بحقهم فهي لا تلاقي أي تعاطف من الغرب. لقد واجه الشعب الفلسطيني هجمات دائمة ومتكررة من “إسرائيل” عقداً بعد عقد، مما أدى إلى معاناة أكبر بكثير، لكنهم لم يثيروا أبداً جزءًا صغيرًا من القلق الذي يعبر عنه حالياً السياسيون الغربيون.
إن نفاق الغرب إزاء المقاتلين الفلسطينيين الذين يقاتلون دفاعاً عن وطنهم ويجرحون المئات من الإسرائيليين هو أمر مقلق للغرب. لقد تمكن الفلسطينيون في القطاع الساحلي، من توجيه ضربة كبيرة ضد “إسرائيل”.
حيث وصفت وسائل الإعلام الغربية عملية الهروب للإسرائيليين والهجوم الذي يشنه الفلسطينيون من غزة بأنه “غير مسبوق”. ولكن بالمقابل لننظر إلى مدى ضآلة التعاطف والاهتمام من جانب الغرب تجاه المدنيين الفلسطينيين الذين تقتلهم “إسرائيل” بدم بارد. ويتم حجب معاناتهم الهائلة وتبريرها بمصطلح “الانتقام الإسرائيلي”.
ولم يهتم أي من الدول الغربيةً بينما كان الفلسطينيون في غزة يتعرضون للحصار الذي تفرضه إسرائيل والذي حرمهم من أساسيات الحياة. ولم يهتم أحد من هذه الدول عندما تبين أن الفلسطينيين في غزة قد فرض عليهم “نظام غذائي للتجويع” من جانب “إسرائيل”، ولم يسمح إلا بدخول قدر محدود من الغذاء عمداً، و بات الكثير من الفلسطينيين بالكاد يحصلون على الفتات ليستمروا في العيش .
إن القلق الغربي إزاء مقتل إسرائيليين أمر يصعب استيعابه. ألم يمت مئات الأطفال الفلسطينيين خلال السنوات الخمس عشرة الماضية في حملات القصف الإسرائيلية المتكررة على غزة؟ ألم تكن حياتهم تساوي حياة الإسرائيليين؟.
فبعد كل هذا القدر من اللامبالاة لفترة طويلة، أصبح من الصعب أن نسمع الرعب المفاجئ من جانب الحكومات ووسائل الإعلام الغربية لأن الفلسطينيين وجدوا أخيراً الوسيلة، التي تعكس السياسة غير الإنسانية التي تنتهجها “إسرائيل” منذ عقود من الزمن، للرد بفعالية. هذه اللحظة تمزق القناع وتكشف العنصرية السافرة التي تتنكر في شكل قلق أخلاقي في العواصم الغربية.
ومن يقطر هذا النفاق هو فولوديمر زيلينسكي رئيس أوكرانيا. وفي نهاية الأسبوع، أصدر تغريدة مطولة أدان فيها الفلسطينيين وقدم لإسرائيل دعمه الثابت.
وأكد أن “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس أمر لا جدال فيه”، مضيفاً: “يجب على العالم أن يقف متحداً ومتضامنا مع الإسرائيليين .
ويبدو أن أشكال “الإرهاب” ليست كلها متساوية في نظر زيلينسكي، أو رعاته في العواصم الغربية. ومن المؤكد أن الإرهاب الإسرائيلي هو الذي جعل حياة الفلسطينيين بائسة لعقود من الزمن.
كيف يكون لإسرائيل الحق في “الدفاع عن نفسها” ضد الفلسطينيين الذين تحتل أراضيهم وتسيطر عليها؟.
إن الحكومات الغربية التي شعرت بالرعب الشديد إزاء “الهجوم الفلسطيني على الإسرائيليين” هي أيضاً الحكومات التي تلتزم الصمت بينما تقوم “إسرائيل” بتهجير وتشريد وقتل الشعب الفلسطيني.
المصدر – انفورمشين كليرنغ هاوس
السابق
التالي