الثورة- فؤاد مسعد :
أمام هذا الدمار والوحشية ماذا يمكن أن يفعل المبدع وسلاحه الفكر والفن والكلمة والجمال ؟.. أي عطاء يمكن أن يكون له أثره المرجو في مواجهة جبروت الموت وقدسية الشهادة ومنظر أطفال تفحمت أجسادهم تحت دوي صواريخ لا ترحم، أسئلة تدور شظاياها في أذهان الكثير من الفنانين والمبدعين، لعل العديد منهم وجد طريقه إلى ترجمة ما يعتلج صدره من مشاعر وأحاسيس وفق ما يملك من إمكانيات ورؤى . خاصة أن للمبدع الحقيقي موقف راسخ يعبّر عنه وكلمة حق يقولها متسلحاً بالإيمان والعزيمة والانتماء .
امتلك الفنانون السوريون على مر الأيام حس وطني وقومي، ووقفوا وقفة عز إلى جانب أبناء شعبهم في الكثير من المحن، ودائماً كان لهم دورهم الريادي المٌشرّف والمتقدم الذي يؤدونه عند الشدائد والأزمات وفي مختلف الساحة . ضمن هذه الروح الوقادة والمفعمة بالعنفوان والعروبة دأب العديد منهم إلى تحويل صفحاتهم على الفيسبوك إلى منابر يبثون فيها رؤاهم ومواقفهم وكلماتهم المؤثرة التي تحفر في النفس والوجدان، متحدثين عن فلسطين وحقيقة ما يجري فيها مؤكدين انتمائهم إلى عروبتهم وبلدهم .
من هؤلاء المبدعين الفنانة سلاف فواخرجي التي سعت إلى ملامسة نبض الشارع ومحاكاة وجدان الناس بكلمات هي أقرب إلى قلوبهم، ومما نشرته على صفحتها في الفيسبوك صورة لها وقد وضعت الكوفية الفلسطينية وذيلتها بكلمات قالت فيها «الانتماء تفاصيل.. كما العشق.. تكتمل بالعلن.. فلسطين». وفي مكان آخر وضعت صورة طفلة فلسطينية تصرخ في وجهة آلة الدمار حاملة ما تبقى من أوراق كتابها المدرسي، وكتبت «كيف للعين أن تنام، وللقلب أن يهدأ، وفي غزة ما فيها». ومما نشرته أغنية تستنهض الهمم «أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم» وهي قصيدة للشاعر نزار قباني، غناء أم كلثوم، ألحان محمد عبد الوهاب .
مما لا شك فيه أن للفنانين والمبدعين موقعهم المؤثر في نفوس الناس لذلك ينبغي أن يكون لهم اليوم مكانهم المتقدم وسط الأحداث لأنهم بذلك يؤدون دورهم الحقيقي في المجتمع، وبالتالي أمام نفوس تغلي غضبها وتبكي ثكلاها من الأهمية بمكان أن يصدر صوت صادح يملئ الدنيا، هذا الصوت هو صوتهم الذي لا بد أن يعلو في كل مكان.