الثورة- فاتن دعبول:
يرى الكاتب منصور عيد الحاتم أنه إذا كانت الرواية منتجاً إبداعياً يروي قصة الإنسان من ألفها إلى يائها، فلابد أن تكون هذه الرواية هي المرآة الحقيقية للإنسان تعكس الحياة بدقائقها، وتدفع الناس البسطاء إلى رفع مستوياتهم وتحثهم على التفكير بحياة أفضل، أملاً بالحرية والعدالة ورفع الظلم والفساد والاستغلال عن كواهلهم.
وفي فرع اتحاد الكتاب العرب، دار الحوار حول رواية” امرأة تعيش في الصقيع” بإدارة ومشاركة الأديب أيمن الحسن ومحمد الطاهر.
تنتصر للقيم
وفي البداية قدم الكاتب منصور عيد الحاتم لمحة موجزة عن الرواية وبين أن أحداثها تدور حول قضية اجتماعية لأجل أن تبقى القيم المجتمعية هي العليا، وكانت شخصياتها الرئيسة:” مريم، رضوان”
مريم من أسرة ريفية أجبرها الإرهاب على ترك قريتها باتجاه المدينة، وهناك تبدأ رحلة المعاناة عند البحث عن عمل.
أما رضوان فهو طالب جامعي التقى مع مريم وأثار اهتمامها بما يتمتع به من شخصية جذابة، وتزوجا، لكن زواجهما لم يستمر بسبب الاختلاف في السلوك والقيم وأنجبت منه الطفل عصام، وعادت إلى قريتها لترتب وضعها من جديد تعيش وحيدة في صقيع الحياة، يقول: “عاشت مريم داخل غربة حاولت الخروج منها بكل طاقتها، وكلما رأت بارقة أمل تخلصها من صقيع الحياة إلى دفء الإنسانية الممزوجة بالحب والتفاؤل دون طائل، هكذا بقيت مريم امرأة تعيش في الصقيع”.
رواية اجتماعية بامتياز
وفي قراءته يتوقف الأديب محمد الطاهر عند تفاصيل الرواية وأحداثها ثم يعرج إلى الحديث عن تقنيات السرد الروائي والأسلوب، ويبين أن الكاتب في رواية” امرأة تعيش في الصقيع” اعتمد أسلوب السرد المباشر تارة، وتارة أخرى اعتمد الخطف خلفا ولكنه يضعنا في التفاصيل عندما يسهب في شرح الماضي، ورواياته تكاد لا تختلف عن بعضها” المشردون، العبور من النفق” وروايته الأخيرة، فهو لم يخرج من عباءة اللغة السياسية التي يقحمها في رواياته حتى لتخال أنك في محاضرة سياسية.
ورغم أنه يحمل فكراً روائياً جميلاً، لكن الفكرة التي يعمل عليها ويصوغها بعناية في البداية، ما يلبث أن تصبح كبيرة فتتفلت منه ونبدأ بالبحث عنها في تفاصيل الرواية، ومع ذلك فالرواية اجتماعية بامتياز، ترصد الواقع الاجتماعي السوري بشكل عام.
وثيقة اجتماعية
ويتوقف الأديب أيمن الحسن عند أهم ما جاء في الرواية من أفكار، وبين بأن شخصيات الرواية جاءت إما إيجابية بالمطلق أو سلبية بالمطلق، وفي الواقع لا توجد هذه الأنماط من الشخصيات، بل يجب أن تتراوح هذه الشخصيات بين الإيجاب والسلب، كما غلب على الرواية بعض المقاطع التوجيهية، فلم يستطع الكاتب أن يبتعد عن تلك الروح السياسية وكأنه أستاذ مادة القومية.
وقد سرد الكاتب الكثير من القصص والحكايات حتى أنه أفقد السرد عمقه ووظيفته الأساس المتمثل بنبش دواخل هذه الشخصيات والغوص في عوالمها النفسية، ولاسيما البطلة” مريم”، وبيّن أن الرواية سلطت الضوء على العلاقة التي تجمع بين البلدين”سورية ولبنان” إضافة إلى تركيز الرواية على معاناة المرأة ودورها في المجتمع، وكأنه بذلك يدعو إلى إنصافها وتحقيق سعادتها والاعتراف بدورها في البناء وتربية الأجيال.
وقدم بعض الحضور مداخلات أثنت على الرواية، لأنها تحمل في مضمونها صوراً من الواقع، لعلها تكون دافعاً قوياً للتطوير والانتقال إلى مجتمع يسوده دفء العدالة بعيداً عن ذاك الصقيع الذي يمكن أن يدمر المجتمع.
وفي الختام وقع الأديب روايته” امرأة تعيش في الصقيع” وقدمت للحضور جميعهم.

السابق