الثورة – آنا عزيز الخضر:
انطلق ميوزيكل “تاج العروس”
تأليف “محمد عمر” وإخراج “أحمد زهير” على مسرح دار الأوبرا بدمشق وفق مشهدية فنية ملحمية إلى آفافه الرحبة، لينقل أجواء تراجيدية، وتناقضات ومصائر أفراد، ارتبطت حياتهم بقضايا و معضلات مصيرية أحاطت بهم، لاسيما أن الزمان والمكان تم استعارتهما من الماضي، وذلك عبر العودة إلى عام 1485، الذي يغطي
فترة أندلسية لمدينة إشبيلية، ليصور عبرها عوالم متناقضة وحاﻻت ومشاعر،
نسجتها بنية عرض ميوزيكل” تاج العروس” الفنية بكثير من المهارة والإبداع والاستخدام لفنون عريقة، تألقت أكثر في فضاء العرض وتنوع لوحاته، فكانت ألواناً من الموسيقا، وألواناً من الرقص التعبيري، وألواناً من المشاعر والأحاسيس الإنسانية، وتبلورت مقوﻻت ورؤيا، ساعد كل ذلك الأداء المتقن للحركة المعبرة، والإشارة الموحية، وقد شارك في العرض عشرات الفنانين من اختصاصات فنية مختلفة، كما أكد صناع العمل، ليتمكنوا من تحقيق هذه الأجواء الاستعراضية الراقصة، التي تميزت في اتجاهات مختلفة..
خصوصاً أن العرض يصور إحدى مراحل الأندلس، ما أوجب الاستثمار لمفردات خاصة، قادرة على نقل تلك العوالم بدقه، فالعرض يتحدث عن عالم العرب و الغجر والإسبان، وكيف هجر العرب في تلك الفترة، وكيف وقع أحد الغازين ألفونسو في حب حسناء إشبيلية، التي تعشق بدورها خابيرو الغجري.
فتجبرها الأحداث والوقائع في إشبيلية على الهرب إلى مغارة “خابيرو” لتجد نفسها فيما بعد أمام مصير، ﻻتحسد عليه ضمن أجواء من الفجيعة والصدمات.
اغتنى العرض بفقراته الفنية المتكاملة، و بأدوات خلاقة، عبرت عن حاﻻته بلغة تعبيرية راقصة متفردة، وامتلك تكتيكاً فنياً وإبداعياً خاصاً في جميع الإتجاهات.. بدءاً من التقنيات إلى الصوت، والديكور والإضاءة، والأزياء…
عن العرض تحدث المخرج” أحمد زهير” قائلاً: ﻻبد من الذكر أن العرض المسرحي الراقص “تاج العروس” هو إنتاج فني ضخم، يعبِّر عن استمرار المسرح الراقص في سورية وحضوره الجميل، الذي يتلفقه جمهور ذواق بحق، فمن حقه علينا أن نتحفه دوماً بالأعمال الراقية، التي تتوأم مع ذائقته الثقافية الساميه، والتي تضعها أعمالنا الفنية نصب أعينها، وأعتبر هذه التجربة جيدة جداً ومبشرة، وقد انتزعت الإعجاب وكان الإقبال عليها جيداً وﻻفتاً.