الثورة _ غصون سليمان:
لكل مرض هواجسه ولكل نفس عملياتها، فالجسد الحامل لكل ما يدور في خلد المرء هو صمام الأمان لناحية التفكير الايجابي والسلبي إذا ما تعرض لوعكة أو انتكاسة صحية طارئة بعدما اكتملت عناصر ظهورها داخل الجسد.
في هذه السطور نسلط الضوء على بعض الجوانب الاجتماعية والنفسية التي يعيشها مرضى السرطان على اختلاف أعمارهم في محيط الأسرة والمجتمع.
حيث يعتبر مرض السرطان بشكل عام بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية هو ثاني سبب من أسباب الوفاة على مستوى العالم.فالسبب الأول هو مرض القلب والشدة النفسية التي تنعكس بالدرجة الأولى على مرضى القلب.
وفي هذا السياق يوضح الدكتور عايش الغنيم من جامعة دمشق أن السرطان كمرض لا تنحصر تأثيراته فقط على الجسد إنما تنعكس بشكل كبير على الحالة النفسية للمرضى، لافتاً إلى أن الاضطرابات النفسية المصاحبة للسرطان تظهر بداية بعدم التكيف والتأقلم مع الحدث، وغالباً ما تظهر هذه الحالة بشكل أكثر وضوحاً في الأوقات الحرجة.
فالمريض يبقى خائفاً بشكل عام من حالة التشخيص من حيث هل هو مصاب أو غير مصاب؟! .ما يجعله يعاني من الذعر الشديد نتيجة القلق المصاحب لإصابته بهذا المرض فتظهر أعراض عديدة مثل ضيق النفس أو قصر النفس اللهاث، سرعة النبض، التعرق، شعور بالخوف الشديد، الرهاب.إذ قد يرهب المريض من عملية الحقن بشكل عام حسب رأي الدكتور الغنيم، فمرضى السرطان دائماً يحسبون حسابات مقلقة من المعالجة التي تلي التشخيص وفق الإصابة لديهم لطالما يخافون من المعالجة الكيميائية والشعاعية وحتى التصوير بالرنين المغناطيسي لدخولهم الأماكن الضيقة.
وذكر أيضاً موضوع الوسواس القهري والذي قد لا يصاب به وإنما قد تظهر عليه بعض أعراضه نتيجة التفكير والقلق الشديد، إلى أين سوف يصلون، مامدى الفترة الزمنية التي يعيشونها بعد المرض حيث يراودهم الخوف من أن حياتهم أصبحت على شفا النهاية.
ومن ضمن الآثار النفسية للسرطان على المستوى الجسدي يشير الدكتور الغنيم إلى أن هناك سرطانات ظاهرة كالتي تصيب الوجه والفكين والثدي، فيما المخفي منها ولا تظهر على المريض مثل سرطان المعدة، الدم.
وفي الجانب الآخر يمس السرطان وعلاجه البعد النفسي والاجتماعي إذ يصبح انتماء الفرد وتواصله مع أسرته وأصدقائه ومشاركته الاجتماعية مهدداً أو ضعيفاً بعد الإصابة بالسرطان،إذ كثير من المرضى يبدؤون بعزل أنفسهم عن باقي المجتمع كردة فعل على إصابتهم، ولفت إلى ضرورة الانتباه من أن مرض السرطان وحسب اعتقاد البعض أن مرحلة الشفاء لا تكون كاملة بشكل عام وقد يحدث انتكاس بعد فترة زمنية حسب نوعه أو حسب عمر الجسم الذي يصيبه السرطان لذلك يعيش المرء هاجس من أن هذا المرض قد يعود مرة أخرى ما يجعله يفكر بالموت.
سلوك خطر
وأضاف باعتبار المريض حسب اعتقاده بأن حياته باتت مهددة وبشكل زمني قد يكون قريباً لذلك نجده يبدأ باتباع سلوكيات خطيرة على الجسم مثل التدخين بشراهة وتناول الكحول بشكل كبير لأنه يعتبر حياته أوشكت على نهايتها، في حين آخرون ممن لديهم المقدرة على التأقلم ولديهم قدرة اجتماعية كبيرة يستطيعون أن يجدوا مايشغلون أنفسهم فيه والتواصل مع باقي أفراد المجتمع وتعزيز العلاقة مع مع الأسرة والأصدقاء وغيرهم،وهذه الفئة من الناس تكون حياتهم على الأقل فترة المرض أسهل وراحة أفضل من الفئات الأخرى.
وبين الدكتور الغنيم وحسب بعض الدراسات أن التوتر والقلق عادة والشعور بالصدمة قد تسرع من حالة المرض وتطوره لذلك ينصح عادة بألا يشغل مريض السرطان نفسه فيه و ألاينعزل عن الآخرين وإنما يجب أن يجد مايشغل نفسه فيه كي لاينصرف للتفكير فيه فقط،كي لا تزيد الحالة الصحية العامة سوء والنفسية خاصة.