الثورة – فاتن دعبول:
اقتطعت أجزاء من روحها وصاغتها في لوحات كانت الشجرة بعطاءاتها هي الرمز وعنوان المحبة والعطاء والحياة في الآن نفسه، وقالت الفنانة التشكيلية جيهان حجة:
اخترت الشجرة لأنها أنثى جميلة في فصولها كافة، واستطعت أن أكسوها من روحي رموزا ودلالات برؤيتي الشخصية،
فهي تنطق بما يجول في خاطري، وأكدت من خلالها على الكتل الدائرية المتماسكة والقوية ضمن الفراغ التي تعني دورة الحياة وتجددها، وتعني أيضا الاستقرار والثبات في الآن نفسه.
ومن يتابع الأعمال التي بلغ عددها 23 عملا سيلحظ أنها تحكي حكايات فيها من الدلالات والمعاني الكثير، وخصوصا ما يدل منها على رمزية الشجرة وما يمكن أن تقدمه من خير وعطاء وتجدد للحياة، فهي الأجمل في فصولها كافة، تعاند الريح ويمكن أن تتحدى الموت واقفة.
تكنيك مختلف..
وقد استخدمت الفنانة جيهان حجة في لوحاتها تقنيات مختلفة فيها خصوصية تشبه روحها المحلقة دائما في عوالم الحلم، لتبني عالمها الجميل، فنلاحظ هذا الانسجام بين اللونين الأبيض والأسود، فكانت لوحاتها غنية بالتقانات، فمن تقانة الحفر على الحجر مع الحفر على المعدن، والحفر على الشاشة الحريرية مع الحفر على الطباعة الخشبية، وحفر مطبوع مع الأكرليك، فهي أيضا تعتبر اللون عنصرا أساسيا في اللوحة لأنه يشكل قيمة تعبيرية ورمزية جمالية تشكيلية ويعطي اللوحة قيمة مضافة.
عملت بطريقة معاصرة فيها حداثة ولا تشبه أحدا، وإحساس عميق أخذها إلى خصوصية وتفرد، لكنها لم تكن يوما بعيدة عن واقعها، فعندما اختارت الشجرة أرادت لها أن تكون الأنثى الصامدة كالمرأة الفلسطينية والسورية والعربية، جذورها ضاربة في بلادها، وفروعها تطال عنان السماء.
المعرض الفردي الأول..
ورغم مشاركاتها العديدة في معارض جماعية، لكن معرضها الفردي هذا الذي أقيم في المركز الوطني للفنون البصرية هو الأول، بدعم من مدير المركز د. غياث الأخرس الذي أكد أن المركز مفتوحة أبوابه للأعمال المتميزة، وخصوصا المواهب
الشابة، فجودة العمل هي التي تفرض نفسها، والموهبة في الأعمال الفنية هي الأساس، وهذا ما يجعل مركز الفنون البصرية متميزا في خياراته ومعارضه
خصوصية عالية..
وبينت د. رزان العكة، قسم الحفر والطباعة، جامعة دمشق، أن الفنانة جيهان حجة تتميز بتفرد وخصوصية عالية، طرقت فكرة الشجرة بطريقة جديدة في تكوين من تكويناتها، فرغم أن الشجرة هي العنصر الأساس، لكنها لا تشبه بعضها، فهناك تجريد وحداثة بطريقة طرح الفكرة واستخدام تقانة الشاشة الحريرية التي استخدمتها بأسلوب تجريبي على جانب الحساسية والشاعرية العاليتين.
وأضافت: وفقت الفنانة باختيار الشجرة لتحمّلها المعاني السامية، ولطالما عبرت الشجرة عن الصمود والثبات والانتماء والتمسك بالوطن، وللمتلقي أن يقرأ في هذه الأعمال كل حسب رؤيته فالأشجار تحاكي المعاني كافة وتبوح بأسرارها لكل من يتفيأ بظلالها.
