من شاهد بايدن في كواليس السياسة وهو يلحق بنتنياهو محاولا إرجاع يده الممسكة بسيف توسيع رقعة الحرب على غزة إلى غمد المفاوضات !؟
المشهد غير مرئي ولكن الضبابية تشي بما وراءها فإذا كان نتنياهو يسعى في عدوانه على غزة وتحرشاته بكل جنوب لبنان وسورية بالاعتداء على المطارات ومؤخرا استهدافه لدرعا لتوسيع رقعة الحرب وجر المنطقة بما فيها دول محور المقاومة إلى حرب كبرى فهذا مايتمناه بايدن في منامه الانتخابي ويخشى منه في صحوته السياسية على جبهات روسية وصينية لا تحتمل خسارات أخرى في الشرق الأوسط بعد الخسارة في العراق وأفغانستان وسقوط الرهانات الأميركية في سورية.
رغم كل استعراض بايدن الخطابي بمساندة إسرائيل ووقوفه أمام نتنياهو وخلفه في جريمة الإبادة للشعب الفلسطيني في غزة وكل ما بدا من أميركا بأنها الحامية والحامل الأميركي لذراع إسرائيل في المنطقة إلا أن الرئيس بايدن ومن معه في إدارة البيت الأبيض يحاولون استغلال المشهد دون التورط بتوسيعه إلى حرب شاملة ستدق المسمار الأخير في نعش واشنطن في الشرق الأوسط.
ما إن بلغت حرب غزة عدة أيام حتى حضرت حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد إلى المتوسط و أرسل بايدن ما استطاع من تجهيزات عسكرية وأسلحة أميركية لا يبدو هدفه الأول من جلبها الدفاع عن إسرائيل بقدر ما هو الدفاع عن أميركا ووجودها المهدد خاصة بعد العدوان على غزة
واشنطن تخشى في العدوان وما بعده على غزة من ضربات اختبرتها سابقا ولاحقا على قواعدها العسكرية غير الشرعية والمتواجدة في المنطقة لذلك لابد من استعراض عسكري اميركي يوازن رعبها من الهجمات على قواعدها في المنطقة وهي تشجع وتدعم إسرائيل كطرف في الحرب بعد أن تعرت تماما من قناع وسيط السلام وهو ما أكدته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، بأن الولايات المتحدة تستغل تلويح إسرائيل بتنفيذ عدوان بري في قطاع غزة لنقل أنظمة دفاعية إلى المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من تكثيف الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
واشنطن لا تفضل توسيع العدوان على غزة وتحويله لحرب شاملة الحرب في الشرق الأوسط بل تحاول تكثيف القصف والإبادة واستجرار المشهد إلى حيث ترضي إسرائيل وتتجنب حربا على جبهة ثالثة لا تنقصها بوجود جبهات مفتوحة مع روسيا في اوكرانيا ومع الصين في تايون
بل يفرد بايدن مشاريعه وحلوله فوق الدماء ويرسم لإسرائيل نهاية أخرى لما يجري في غزة فيسارع إلى صرف اعتمادات مالية بمليارات الدولارات يدعم فيها تهجير الفلسطينين من قطاع غزة تحت مشروع وعنوان حماية الأمن القومي الأميركي وهو ما قد يرضي إسرائيل ويعوضها عن الحرب الشاملة التي يتجنبها بايدن لأنه الخاسر بحسب المؤشرات في المنطقة التي باتت مقبرة مشاريعه لذلك وأكثر يركض نتنياهو بسيف الحرب ويلحقه بايدن بالغمد لإرجاعه عن خسارة جديدة له ولأميركا التي لم تعد عظمى لا عسكريا ولا سياسيا بل سقطت هذه المرة علنا في فخ الإنسانية التي طالما حاولت نصبه في المنطقة!