وعد ديب:
الكابوس حلم مزعج يرتبط بمشاعر سلبية مثل القلق أوالخوف الذي يوقظ من النوم والكوابيس شائعة بين الأطفال، ولكنها إذا كانت عرضية لاتدعو إلى القلق عادة، ولكن ماذا لو كانت عكس ذلك؟
للوقوف على حقيقة الكوابيس عند الأطفال والدوافع التي تقف وراءها تحدث للثورة الدكتورأحمد سلامة رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة للتفريق بين الكوابيس والهلع.
وقال: الكوابيس عند الأطفال يمكن أن تكون في مراحل مختلفة من حياتهم برؤية أحلام مزعجة أو كوابيس تسبب لهم التوتر والتي قد تؤثر على صحتهم النفسية، ومن المهم التفريق بين الكوابيس والهلع أو الرعب الليلي، فهما لا يختلفان من حيث التعريف النفسي والأعراض، الكوابيس هي التي يراها الطفل في المرحلة الأخيرة من مراحل النوم ويتذكرها جيداً “عند استيقاظه ويمكنه أن يسردها وتكون علامات الخوف والرعب والانزعاج ظاهرة عليه أثناء النوم ممكن أن تبدأ هذه الظاهرة في عمر السنتين.
بين الرعب والهلع
أما الهلع الليلي يحدث أثناء مرحلة النوم العميق بعد ساعتين من النوم وتكون أعراضها صراخ وخوف ورعب وقد يضرب ويركل من حوله دون إرادة ويبدو للأهل أنه مستيقظاً وواعياً للحالة ولما يحصل حوله ولكنه بالحقيقة يكون عكس ذلك حيث لا يمكنه رؤيتك أوسماعك عند محاولتك التكلم معه وتهدئته وإيقاظه فبعكس الكوابيس لا يمكنه تذكر ما حدث معه ليلاً “بالضبط تكثر بين عمر٢-٦سنوات وبحسب سلامة بأن للوراثة دوراً كبيراً في تعرض الطفل لنوبات الرعب الليلي والهلع وتكثر بين عمر سنتين إلى ست سنوات، من المهم أن نعرف بأن الأحلام المزعجة هي جزء من نمو الطفل الطبيعي ونمو مخيلته وإدراكه لمحيطه والتعرف أكثر على مفهوم الخوف والقلق وزيادة تفاعله مع محيطه وعدم الشعور بالأمان.
وعن أسباب الكوابيس والهلع الليلي عند الأطفال نوه رئيس دائرةالصحة النفسية إلى عدم وجود نمط ثابت للنوم وأوقاته وسوء التغذية والترفع الحروري وبعض الأدوية وكذلك مشاهد العنف والقسوة ومشاهدة الألعاب الخطرة على التلفاز والموبايل والحاسوب وفقدان شخص عزيز وحالة الموت والحداد ممكن أن تؤثر بشكل كبير والطلاق ببن الوالدين وعدم استقرار العلاقات الأسرية والنقاشات الحادة والعنف والنزاعات المستمرة والحروب وتعنيف الطفل وترهيبه بالضرب والصراخ التخويف وعدم الشعور بالأمان.
حكايات ما قبل النوم
مضيفاً.. يمكن مساعدة الطفل عند حدوث الكوابيس بأنه في البداية لا بد أن نتذكر أن الكوابيس هي جزء من نمو دماغ ومخيلة الطفل وتفاعله الاجتماعي لذلك لابد أن نتعامل معها بهدوء وتوعية وتصويب بالشكل الذي يخدم تشكيل المخيلة الصحيحة عند الطفل وبهذه الطريقة لا يتسرب خوفك إلى طفلك فتزيده توتراً (حكايات ماقبل النوم) وأن هناك بعض الخطوات التي من الممكن اتباعها للتعامل مع الكوابيس بحسب-سلامة-منها: أن نبعد عنهم مصادر الخوف والقلق والمشاهد المرعبة وأفلام الرعب والألعاب الإلكترونية الخطرة والتخفيف قدر الإمكان من النزاع والصراع العائلي العنيف أمام الأولاد واعتماد روتين ثابت للنوم والإستيقاظ المبكر وقراءة قصة قبل النوم التي تساعد على الاسترخاء وحكايات ما قبل النوم والإبتعاد عن القصص التي من الممكن أن تسبب الخوف مثل ليلى والذئب والعفاريت الخ أمثال: من قصص الحب والطبيعة والجمال والبقاء بجانب الطفل حتى يعود للنوم بعد الكابوس وعدم ترك الطفل وحده عند سماع صراخه بل يجب الاقتراب منه ليشعر بالطمأنينة وترك ضوء خافت في الغرفة وابقاء الباب شبه مفتوح مع ازدياد عمر الطفل يجب تعليمه مهارات وآليات تساعده على تهدئة نفسه من دون تركه يخوض هذه التجربة وحده من دون حماية يمكن تعليمه مثلاً أن يضع تحت الوسادة كشاف أو ضوء يستعمله عند الحاجة وإذا استيقظ من الكابوس يمكن تعليمه أن يجري تمرين التنفس شهيق وزفير وتغيير جهة النوم ومساعدة الطفل في التحدث عن الحلم المزعج ممكن بإستخدام الرسم أو الحوار أو القصة أو لعب الأدوار فهذا يساعده على التفريغ وتراجع الخوف وتقديم العلاج بالطريقة المناسبة.
ورداً على سؤال متى يجب أن نتوجه إلى المعالج النفسي لمعالجة الكوابيس عندالأطفال؟
قال:عند ازدياد وتيرة رؤية الكوابيس أي نفس الحلم أي بنفس المضمون مثلاً أن يحلم الطفل دوماً أن هناك وحش مخيف يطارده و يريد إيذاءه أو رؤية شخصاً يحبه يتحول إلى شخص سيئ ويريد إيذائه أو لعبته المفضلة تريد إيذائه وأن تستمر على مدار شهر على الأقل هنا يستدعي زيارة الاختصاصي للتعرف على الأسباب لتقديم العلاج بالطريقة المناسبة (من المفترض أن تختفي بعمرال١٠سنوات) متابعاً يعاني أكثر من ٤٠ بالمئة من الكوابيس عند الأطفال بين عمر السنتين إلى ست سنوات من المفترض أن تختفي بعمر العشر سنوات ومساعدة الطفل للخروج من هذه المرحلة.
ويختم الدكتور أحمد بأن لا يجب على الأهل أن يقلقو ولكن من المفترض أن نتعاطى مع المشكلة بجدية واهتمام حتى نساعد طفلنا للخروج من هذه المرحلة بكل طمأنينة