هفاف ميهوب
لأن سورية هي بلدُ الأبجدية، والحضارة التي أهدت العالم إشعاعاتها، كان من الطبيعي أن يتميّز إنسانها، وأن يحملها رسالته أنى ارتحل، ناشراً عطر المحبّة والسلام والإنسانية، وكلمته: “إننا محكومون بالأمل”..
إنها الكلمة التي استدعتها ابنة مدينة حمص، الطالبة “نعمة رجوب” بطلة سورية في تحدّي القراءة العربي.. تحدّي الموسم السابع، الذي أقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدار أوبرا دبي.
استدعتها لحظة تكريمها، ولأنها وجدتها من أبلغ ماقاله المسرحي السوري “سعد الله ونوس” ومن أكثر ما تمسّك به أبناء شعبها، في ظلّ ما عاشه من حروبٍ وزلازل وآلام.. الشعب الذي عنونَ حكايته السوريّة، بالأمل الذي كفكفت به ماسال من دموع ذاكرتها، لتكمل أمام اللجنة والمشاركين والفائزين، ومتابعي التحدّي في كلّ أنحاء العالم:
“إن التخلي عن الأمل، هو الوجه الآخر للتخلّي عن الحضارة، وفرصة للتقدّم والازدهار، فمن نورِ الأمل، تُضاء المشاعل في عقولِ الأمة، وبه نُحيي فتور الهمم.. ..
ولأننا لسنا من الذين يخسرون، أو حتى يستسلمون في منتصف الطريق، نستأنف سعينا، نصحّح فهماً، نُحكِم علماً، ونمتِّن عملاً، فو الله إن نبتةَ الأملِ مثمرة، وساعات اليأسِ مدمرة، وكما يقول الشاعر:
“أعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقبها/ ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ”..
يُذكر أن “نعمة رجوب” التي كانت من بين ٣٧٥ ألف مشارك في هذا التحدّي، بينهم ١٥٠ طالباً وطالبة من فئة أصحاب الهمم، حقّقت المركز الثاني على مستوى الوطن العربي.
يُذكر أيضاً، بأن الطفلة “شام البكور” كانت قد فازت السنة الفائتة، بتحدّي القراءة، وبنسخته السادسة.
يبقى أن نقول، ماقالته الطالبة “رجوب” وسيقوله كثر من السوريين، على مدى تميّزهم واستحقاقهم المزيد من الجوائز والتكريم:
“مهد الحضارات سورية، وقراءة التاريخ تبدأ من سورية”..