الثورة – كلوديا حسن:
ذهب رجل مع زوجته ليخطبان لابنهما إحدى الفتيات، الفتاة لطيفة خريجة أدب عربي ووحيدة لأبويها وذات خلق وأدب.
أثناء الزيارة التي سيتم طلب يد الفتاة فيها سأل والد الشاب عما إذا كانت الفتاة تعمل أو موظفة، مع العلم أنه يعلم بأنها كذلك، وهو أحد الأسباب الذي دفع العائلة لاختيارها، لتكون نصفه الثاني في هذه الحياة.
أم الفتاة أجابت بفخر وفرح: نعم ابنتي موظفة في إحدى مؤسسات الدولة، وهي تعتبر كالسند لي ولوالدها. وختمت كلامها بالقول: “حتى أنها سحبت لنا قرضاً على راتبها لتعيننا”.
وهنا جاء الخبر كالصدمة والصاعقة على الأب والأم اللذين قدما لخطوبة تلك الفتاة، فأجاب والد العريس وبكل وضوح: “الله يخليلكنياها بس نحن ما بيناسبنا تكون آخذة قرض”، وكانت المفاجأة للعروس وللجميع.
حادثة حقيقية وقعت منذ سنوات وسمعتها من لسان أصحابها. لكن الذي جعلني أستذكر هذه القصة تواجدي في أحد مصارف الدولة الذي يمنح قروضاً ميسرة لذوي الدخل المحدود .. وكان هناك عدد كبير من المواطنين ينتظرون لحظة القبض بفارغ الصبر .. ونظرت حولي فوجدت أن أكبر نسبة ممن يطلبون القروض هم فتيات ونساء موظفات فعادت الصورة إلى ذهني، فسابقاً القرض لم يكن مناسباً للعريس، أما اليوم فمن الأفضل أن تتزوج موظفة كي تسحب لك قرضاً.
الزمن يتغير والظروف تتبدل والأفكار التي تبتز المرأة تترسخ بلا أي انتباه لتعب هذه المرأة وانشغالها بتأمين حياة كريمة لها ولأسرتها .. بل يتم تقييمها عند البعض بوظيفتها وقيمة راتبها وما ستقدمه خلال شراكتها هذه المؤسسة التي تحولت لمصلحة لدى البعض.
