الثورة- رفاه الدروبي:
عرضت التشكيلية مرام العبد ٤٨ عملاً في معرضها الفردي الثاني ليكون مُكمِّلاً لأعمالها المعروضة في مدينتها السويداء العام الماضي عنوانه “حزم من غيوم”، تضمَّنت لوحاتها الوجع الإنساني وحالته الاجتماعية مع تجدُّد الأفكار الموضوعية المنتمية إلى بيئتها وزيَّنتها بلوحتين للقدس الشريف.
التشكيلية العبد أشارت بأنها وجَّهت موهبتها في المعرض نحو المدرسة التكعيبية وتداخلات تعبيرية هندسية، واختزلت في الأسلوب التكعيبي البعد الثالث، وأدخلت اللونين الأسود والأبيض، لافتة إلى أنَّها مزجت لوحاتها بين الحفر والتصوير،
وأكَّدت خريجة كلية الفنون الجميلة الثانية – قسم الحفر في السويداء عام ٢٠١٨ على محبتها للألوان، حيث ألصقت مواد فوق اللوحة كتقنية “الكولاج” المؤلَّفة من الجرائد والقماش والطباعة المعدنية، ووجدت ميولها في الألوان الزيتية بسبب محبَّتها لها، فيما اتجهت في لوحاتها نحو الإشراق حيث أدخلت الألوان الباردة والحارَّة في بعض أعمالها.
بدورها مديرة المركز الثقافي في الميدان ليلى صعب لفتت إلى أنَّ المعرض ضمَّ لوحات تنتمي إلى المدرسة التكعيبية وتتداخل مع المدارس الأخرى في بعضها، ويتميَّز المعرض بالرؤية العميقة لدى الفنانة العبد حيث طرقت قضايا وطنية وإنسانية واجتماعية، وعبَّرت عن التزام الفنان بقضايا أمته ومجتمعه رسمتها بشكل فني، مُشيرةً إلى أهميَّة الفن من أجل الحياة والمجتمع، بينما حضرت المرأة بشكل لافت في حالات مختلفة تمثِّل عذاباتها وانتظارها للغائب وهواجسها اتجاه أسرتها وأطفالها ومستقبلهم.
كما بيَّنت صعب أنَّ الفنانة عكست القضايا الكبرى المحيطة بسورية والوطن العربي كالزلازل والأعاصير بأسلوب غير مباشر، وفق وظائف وأهداف الفن لتكون لها بصمة فرديَّة منذ بداية طريقها.