إنتاج النص الروائي العربي هل لازال يخضع للشروط المعتادة، أو أنه سوف يتبدل كلياً في عالم بات الذكاء الاصطناعي قادراً على صياغة نص بابتكار خاص،يختصر الوقت والجهد وقد لايستغرق تأليف كتاب سوى عشر دقائق ،والعملية برمتها قد لاتستغرق سوى ساعتين….
وهل بإمكان الروائيين مجاراة العقل الالكتروني المبرمج،أوعليهم اللجوء إلى حيل كتابية تفكك المنتج الروائي العربي وتعيد إنتاجه ليتلائم مع عصرتزداد غرائبيته؟
في معرض الشارفة للكتّاب بدورته (٤٢) ندوات عديدة حضرت الرواية العربية بمختلف حالاتها، إحداها تناول الرواية من منظور الواقعية السحرية حيث استند الكتاب إلى تصريحات ماركيز رائد الواقعية السحرية حين أكد أنه قرأ في بداياته ألف ليلة وليلة.
ندوة أخرى ناقشت أدب الجريمة، وسط تساؤلات إن كان سيفرض نفسه على المشهد الروائي العربي؟
احتفاء كبير عشناه بالرواية العربية وكتابها، وحتى متابعيها، ولكن ماذا عن قارئ تلك الروايات؟
ألا يغيب إلى حد كبير عن المشهدية الروائية ويبقى في أضيق الحدود؟!
حتى إن التكنولوجيا التي باتت اليوم الشغل الشاغل لأجيال المستقبل هي التي تخطفهم من القراءة لصالح شاشات لطالما أبهرتهم.
على ما يبدو أننا في كثير من الأحيان نغرق في تفاصيل معرفية وفكرية،ناسين قراءة معمقة لواقع، لن نعيش بعد الآن سحره، فالفانتازيا التي نعيشها اليوم، ربما سيمضي وقت طويل، قبل أن يتمكن روائي معاصر من الالتفاف على كلّ محاورها، عبر نص أياً كانت صيغته، لكنّه بالمجمل نص إنساني يخلد نزف أمة لم يتركوها تهنأ يوماً.