الثورة – آنا عزيز الخضر:
لطالما عودنا الإبداع السوري أن يكون لافتاً في حضوره، ونوعيته، وتميزه، وكذلك رسالته الثقافية والإنسانية ومهامه الوطنية، فأعماله والجوائز العالمية خير شاهد على ذلك، وآخر تلك الجوائز، ذهبت للعرض المسرحي “نقيق” تأليف روعه سنبل، وإخراج الدكتور عجاج سليم، فحصل على ثلاث جوائز، وهي: جائزة التمثيل الأولى والثانية، وجائزة أفضل نص مسرحي في مهرجان “الدن المسرحي العالمي” في عُمان.
عن الجائزة وأهميتها والنص المسرحي وعلاقته بالواقع تحدثت الكاتبة روعه سنبل قائلة: هي جائزة مهمة، خاصة وأن العرض قد تم اختياره من بين مئات العروض المسرحية التي تقدّمت للمهرجان، ثم فاز بثلاث جوائز بعد أن تنافس مع عدد من العروض العربية والعالمية.
وأشارت إلى أن نص “نقيق” قد حصل في عام ٢٠٢١ على المركز الأول في مسابقة الهيئة العربية للمسرح في دورتها ١٣، ولكن جائزة مهرجان مسرح الدن، تعني لي كثيراً في هذا التوقيت تحديداً، فقد منحتني بعض الفرح في هذه الأيام الحزينة الموجعة لنا جميعاً، بسبب ما يتعرض له أهلنا في غزة.
وتتابع الكاتبة سنبل مؤكدة أن المسرح ابن الواقع بالطبع، فقالت: هموم المسرح وهواجسه، تنبع بالأساس من الواقع وظروفه، ومع أن نص “نقيق” يبدو نصاً موغلاً في الخيال، وإحدى شخصياته الأساسية هي ضفدع، لكنه شديد الالتصاق بالواقع، ويحاول أن يلامس الهم الإنساني، عبر تناول الثنائية المعقدة (جلاد- ضحية)، وكذلك مسألة أزمات الذاكرة والانتماء، التي يفرزها العنف، سواء العنف المكثف، الناتج عن الحروب، أو العنف الذي تسربه الميديا إلينا بشكل مستمر ويومي.
في الحرب كل حكاية قد تكون حكايتنا، وكل ضحية قد تكون نحن، نحن كبشر معنيون بالعنف في كل مكان، فحتى حين نكون نحن المشاهدين، فإن متابعة مشاهد العنف مع إحساسنا بالعجز، هي تستهلك حتماً الكثير من أرواحنا وإنسانيتنا.