الثورة – بشرى سليمان:
انتشرت في الآونة الأخيرة وظيفة “الباريستا شيف” في الكثير من المقاهي والمطاعم السورية، نظراً لدورها في زيادة أرباح المنشأة التابعة لها، وخلق اسم خاص بها بين ذواقي القهوة، الذين لا يبدأ يومهم بدايةً جيدة إلا مع التلذذ بارتشاف قهوةٍ مميزةٍ برائحتها وطعمها، ومن هنا يكتسب “الباريستا” شهرته ومكانته من خلال شغفه بصنعها وطريقة تقديمها.
للتعرف أكثر على تفاصيل هذه المهنة المنتشرة بكثرة التقت صحيفة الثورة “الباريستا شيف” هشام موزة، مفسراً كلمة باريستا (Barista) على أنها كلمة إيطالية تعني صانع القهوة، وهي من أهم المهن في إيطاليا والعالم، حتى أن لها بطولات عالمية وجوائز وعقود عمل مغرية، وهي أيضاً الأكثر طلباً في السوق السورية لأن “الباريستا” هو العمود الفقري لأي كافيه، وكلما كان مهنياً ومتعلماً زادت إمكانية الوصول إلى أعلى المناصب في مجال الكافيهات والمطاعم.
مبررات
يبرر موزة رغبة الفئات الشابة بهذه المهنة بأنها مصلحة سهلة وممتعة، وتعبق برائحة الفانيليا، وهي مصدر دخل جيد لمن يرغب بالسفر خارج سورية، كونها موجودة في كل أنحاء العالم قد يصل إلى 1800 دولار شهرياً، أما في سورية فالأجر يتراوح ما بين مليون ومليوني ليرة سورية شهرياً حسب الخبرة ومكان العمل والمحافظة.
وينصح من يريد مزاولة هذه المهنة البدء بدراستها أكاديمياً، إما عن طريق المعاهد الفندقية أو اتباع دورات خاصة عن فنون وعلوم تصنيع القهوة الحديثة، لأن هذه المهنة تحتاج تركيز شديد وذكاء وسرعة بديهة وشخصية جذابة، فهي أقرب لأن تكون فناً يبدأ بالرسم على الرغوة وينتهي بالتقديم والضيافة المتميزة، وبالتالي عليه بدايةً أن يعلم أن للقهوة في العالم نوعين، الأول هو “الأرابيكا” التي تزرع على ارتفاع 1800م عن سطح البحر، فيها نسبة الكافيين قليلة ونسبة السكر عالية، وهي لذيذة جداً وسعرها مرتفع تستعملها الشركات الإيطالية بنسبة 100%.
أما النوع الثاني فهو الروبوستا فيها نسبة الكافيين والحموضة والمرارة عالية وتزرع في كل مكان وسعرها أرخص من الأرابيكا (هناك من يخلط بين النوعين للحصول على قهوة جيدة نوعاً ما، مثل بن الشامي المكون من 70% أرابيكا، و30 % روبوستا).
كذلك على المتدرب تعلم التحميص والطحن وإعداد المشاريب الساخنة والباردة وكل ماله علاقة بالقهوة، كالإسبريسو التي تعتمد على نسب معينة، والآيس كوفي، والكافيه لاتيه، والكافيه موكا، والهوت شوكليت..
ولا ننسى كذلك ما أضافه العرب لهذه المهنة من العصائر بأنواعها وسلطة الفواكه والكريب والوافل وغيرها.. كما يجب عليه إتقان استخدام آلات تصنيع القهوة وصنع الرغوة، والحليب المبخر، ومعرفة الفوارق بين المشروبات (الكورتادو والفلات وايت متشابهان إلى حد كبير في التركيبة والاختلاف فقط بنسب المكونات).
اكتساب المعرفة
يضيف موزة: إن المرحلة اللاحقة لاكتساب المعرفة الدقيقة بمكونات وطرق تحضير المشاريب، هي التدريب المكثف ليصقل المتدرب مهاراته ويكتسب الخبرة التي تؤهله للعمل كمحترف في مهنة تتطور باستمرار بأشكال الخلط وأساليب المزج بين المكونات، وإدخال نكهات جديدة.
أما عن دخول الفتيات إلى هذا المجال، فقد أكد أنه في سورية ومنذ عام 2012 كانت نسبة الفتيات 50% من العاملين بهذا المجال، ويتمتعن بالمهارة والفن والذوق، لكن للأسف تبقى رواتب الإناث أقل من رواتب الذكور.
نهايةً يمكننا القول.. إن هذه المهنة تعتمد على المهارة الشخصية والقدرة على الابتكار والتجديد في المشروبات المُقدَّمة للحصول على إعجاب الزبائن وإرضاء المتذوقين الباحثين عن كل جديد ولذيذ.