الملحق الثقافي-هادي دانيال :
إنْ باكِراً قُلْتَ الحقيقةَ
لَنْ تَرى أكثَرْ
فاصبرْ قليلاً
راوِغْ حياتَكَ جيّداً
فالمَوْتُ في جَنَباتِها أغْبَرْ
………….
ما هَمَّنا في المسجد الأقصى وفي كنيسةِ القيامَهْ
قَدْ وَعَدَ الله بأنْ يَحْمِيَ مَهْدَ رُوحِهِ وَقبْلَتَيْهْ
فَلْتُرْفَعْ الأيدِي إليهْ
قالَ مُعَمَّمٌ وتاهَ في الزُّحامْ.
ما هَمَّنا إنْ بَرَّ بالوَعْدِ
أو اصْطَفى لذلكَ الأرْنَبَ والنّعامَهْ
قال الفَتى الأخْرَقُ
راشِقاً نَفْسَهُ بابتسامَهْ
…………
لكنّ ما يَهمّني سقوطَنا الشّامِلَ في الظّلامْ
وعلى تخومِ الأرْضِ وَحْشُ
إحساسُنا البَشَريُّ قَشُّ…
وَذَواتُنا العُلْيا حُطامْ
نرعش لذّةً لصرخة الطفل الذي يُعْصَرُ كالعنقودْ
تُنْعِشُنا قَضْقَضَةُ العظامِ عندما
ينقَضُّ كاسِرُ العظامِ مِن سَماءِ غَزَّةَ
على الوُرودْ
في شُرْفَةٍ بعيدةٍ
عَنْ ضَجَرِ المُتْرَفِ في أريكةٍ يعبث ب»اللابتوبْ»
أو ربّما يأخذه الشّارعُ ساعةً مِن الصُّراخْ
كأنّه في كُلِّ صرخةٍ يسلُّ سيفَهُ
ثُمَّ يؤوبُ نافشاً ريشَ ضميرِهِ
في يَدِهِ سَلَّةُ قَصَبٍ مَلأى بما لذَّ مِنَ الشرابِ والطّعامْ
……………….
في قَبْضَتَيْ «يَهوا» بُرُوجُ خبْزنا الأسْمَر والحَمامْ
فأيّ وَرْدٍ ينبت الآنَ على ركامِ الرّيشِ والزَّغَبْ
غير الدّخانِ والغُبار يُطفئان الجمْرَ واللهَبْ؟
هَمَسَ الفلسطينيُّ في أذُنِ التَّعَبْ
…………….
حَسَناً شقيقتَنَا الجميلةَ «كليوبتْرا»
لم تَقْرئي تاريخَكِ الشخْصِيَّ بَعْدُ
فُكِّي عنِ النّيلِ القيودَ
فإنَّ ماءَ النّيلِ جُنْدُ
…………..
لا ، لم يكُنْ هذا الفلسطينيُّ قَيْصَرا
وَلَمْ نَكُنْ أحْفادَ «أنطونيو» الذي أضناهُ قَلْبُهُ
لكننا سُلالةُ بروتُسَ في الوَرى!.
…………..
يهمسُ مايكل أنجلو:
قَدْ أُحْرِقَتْ رُوما على صَيْحاتِ نيرونَ
ولكن نَهضَتْ
جيلاً مِنَ الأحلامِ عندما
زَوَّجَني اللهُ مِنَ الرُّخامْ!.
تونس-المنار2
شاعر سوري مقيم في تونس.
العدد 1168 – 23-11-2023