الثورة – دمشق – لجين الكنج:
في متابعة لما طرحته صحيفة الثورة في ملفها حول أهمية تنظيم اقتصاد الظل، اعتبر الخبير والمحلل الاقتصادي جورج خزام أن الدول التي خرجت من الحرب حديثاً وغير قادرة على جلب استثمارات خارجية، عليها دعم اقتصاد الظل حتى يكبر ويخرج للنور، كما فعلت الصين وهذا ما يجب أن نفعله.
ورأى خزام في حديث لـ “الثورة” أن اقتصاد الظل يقوم على مجموعة الورشات الصغيرة في الأقبية والمنازل والأماكن البعيدة عن الرقابة، والتي تعمل بصورة غير علنية، موضحاً أن تلك الورش تكون ضعيفة وهي في مرحلة الإقلاع الاقتصادي أثناء دخول السوق، وتنتظر الفرصة المناسبة للخروج من الظل إلى النور، وعندها تكون قادرة على دفع كل الالتزامات من الضرائب والرسوم المستحقة على نشاطها التجاري.
وقال: “إن ترك العاملين في اقتصاد الظل يعملون بحرية من دون إلزامهم بالخروج للنور وللتسجيل في قوائم المالية للتحصيل الضريبي، يمكن اعتباره نوعاً من أنواع دعم المشاريع الصغيرة حتى تصبح مشاريع كبيرة”.
ولفت إلى أن تقليل مخاطر المغامرة برأس المال الافتتاحي بتأسيس أعمال تجارية أو صناعية كبيرة تكون من خلال العمل مبدئياً في اقتصاد الظل، مضيفاً أنه “يجب اكتشاف الأوضاع والأحوال بالسوق، من خصوصية بيع وشراء البضاعة المراد تسويقها، واكتشاف مصادر الموردين المناسبين من حيث الجودة والسعر وأماكن الأسواق المثالية للتصريف”.
ويتابع “عندها كمرحلة ثانية يمكن التحول لاقتصاد النور بعد زوال المخاطرة بالمغامرة برأس المال الافتتاحي، “مشيراً إلى أن المخاطرة هي الدخول بأسواق مجهولة قبل تكوين دراسة جدوى اقتصادية تسويقية عملية حقيقية على أرض الواقع عن التقلبات بالسعر وكميات العرض بالنسبة للمنافسين”.
ولفت إلى أن أي عملية بيع أو شراء تكون في اقتصاد الظل هي عملية تؤدي لتحريك العجلة الاقتصادية وخلق دخل لسلسلة طويلة من الحلقات الوسيطة، ومعه زيادة الإنتاج والاستهلاك، وتقليل نسبة البطالة والكساد، وهذا بدوره يعود بالفائدة على الخزينة العامة مع زيادة الضرائب على المنتجات والمواد الأولية التي يستهلكها كل العاملين في اقتصاد الظل.
وأشار إلى أنه إضافة لما ذكر أيضاً ينعكس على انخفاض سعر صرف الدولار ومعه زيادة القوة الشرائية للاحتياطيات المالية بالليرة السورية بالمصرف المركزي، ورفد للخزينة العامة بطريقة غير مباشرة.