الثورة – غصون سليمان:
أن يكون التوجه نحو الطفل والعائلة في المبادرات المجتمعية غاية وطموحاً، فهو إيجابي يحقق الهدف ويساعد على ترميم الأوجاع النفسية وحالات الروتين والملل، بعدما تغيرت الظروف بفعل الحرب والحصار وخطفت مباهج الحياة التي كان ينعم بها المجتمع السوري.
في ملتقى فرص العمل للتوظيف والتدريب كان هناك العديد من المبادرات الشبابية والمجتمعية التي عملت على تغيير جزء من الواقع بالتفكير الإيجابي كحالة فريق “فاميتك” الذي يقدم خدماته التدريبية في معهد ابن حيان بالمزة، وجمعية النماء وهو مجموعة من الشباب الاختصاصيين بمجال التكنولوجيا والتدريب على مهارات الحياة.
مؤسس فريق فاميتك المهندسة إيمان الرفاعي، أشارت إلى أهمية الدورات التدريبية التي تقدم للأطفال من عمر تسع سنوات إلى تسعة عشر عاماً في المجالين التكنولوجي، مثل: برمجة روبوتات، صناعة محتوى، وأساسيات تعلم الحاسوب، والتدريب على المهارات الحياتية، كالتواصل الفعال وفق ما يحتاجه الطفل، وهو أحد البرامج المسمى تكنو المستقبل.
والبرنامج الثاني الذي يعتمده الفريق موجه للعائلة، ويحمل عنوان “انشروا الحب” وهو مخصص لأنشطة عائلية، يكون موجوداً فيها ولي أمر الطفل الأب أو الأم مع الطفل، وتجري مسابقات وأنشطة بين العائلات مع بعضها البعض، ما يحقق الفائدة والتسلية، خاصة بعدما سحبت وسائل التواصل الاجتماعي الأبناء من أسرهم ومحيطها العائلي، والعكس صحيح، لذلك تم العمل والتركيز على استثمار التكنولوجيا بشكل أفضل من خلال القيام بأنشطة هادفة لها علاقة بالتكنولوجيا والمهارات الحياتية بما يلبي الرغبات والطموحات.
وأكدت المهندسة الرفاعي أن هدف استقطاب الأمهات لدورات تدريب تكنولوجية ليكنَّ على دراية واطلاع وإدراك بإيجابيات وسلبيات وسائل وأدوات التكنولوجيا في متابعة أبنائهن ولاسيما الصغار، ما يجعل التعامل معهم أسهل وأيسر ومتابعة أفضل.
بدورها مسؤولة الأنشطة الحياتية بالفريق حنان صباح الدين الرفاعي- دبلوم تأهيل تربوي- بينت أن المواد الإلكترونية هي مواد جامدة، وحين يقوم المهندس بوضع المعلومات الإلكترونية نقوم بتحويلها إلى ألعاب حركية تفاعلية، بحيث لا يأخذ الطفل أو اليافع مادة تعتمد الإصغاء فقط وإنما تحولها إلى صورة مرنة قادرة على الجذب والانتباه.
وأضافت: إن دورة المهارات تكون حسب شرائح الأطفال الراغبين بالأنشطة الحياتية، إذ يجري لهم تقييم لمعرفة ميولهم ورغباتهم على طريقة الاستبيان، كونها مجموعة من الأنشطة التفاعلية المختلفة مع الأطفال، هدفها توصيل معاني المفردات بشكل سليم، كحالة إدارة الغضب التي تساعدهم على التخفيف من حدة الشعور بهذه الصفة والخروج بأمان، وكذلك الأمر بالنسبة للتعامل مع التكنولوجيا، وكيفية الاستفادة منها مثل حلقات البحث وغيرها، ما يعزز الأنشطة العائلية والانخراط فيها بشكل هادف ومفيد.