الثورة- ثورة زينية:
مساحات كبيرة من الغابات والمواقع الحراجية تعرضت للحرق والتخريب على مدى السنوات الماضية ولاسيما خلال فترة الحرب على سورية، يضاف إليها السلب لعدد من البنى التحتية والمباني والمنشآت التابعة للقطاع الحراجي من قبل المجموعات المسلحة، وعمليات قطع جائر تعرضت لها أراض حراجية، نتيجة لتدني الوضع المعيشي وقلة المحروقات ما اضطر الكثيرين للاعتماد على الغابة مصدراً للتدفئة.
وفي محاولة لكبح جماح الاعتداءات المتكررة على الثروة الحراجية صدر قانون الحراج عام 2018 حيث يلحظ عقوبات عدة على المعتدين، وأخطر الاعتداءات هي الحرائق المفتعلة، وخاصة تلك التي ينجم عنها وفاة أحد العاملين في الحراج، وفي تلك الحالة يكون الإعدام هو عقوبة الفاعل، تخفض إلى الاعتقال المؤبد إن نجم عنها إصابة أو عاهة دائمة، بينما باقي الاعتداءات تتراوح عقوبتها السجن 6 أشهر و5 سنوات، إضافة إلى الغرامة المادية.
“الثورة”رصدت بعض الجوانب من واقع الثروة الحراجية في محافظات القنيطرة ودرعا وحلب للإضاءة عليها والمساهمة مع باقي الجهات للوصول إلى حلول لإنقاذها.
حلب – فؤاد العجيلي
أسباب عديدة ساهمت في تراجع مساحات الحراج في محافظة حلب، يضاف إليها الحرب التي شنت على بلادنا منذ عام 2011 ، ولكن بالرغم من ذلك تعمل مديرية الزراعة بحلب على إعادة الغطاء النباتي عبر حملات تشجير موسمية ومستمرة.
وفي حديثه لصحيفة الثورة كشف مدير الزراعة المهندس رضوان حرصوني عن بعض أسباب تراجع مساحات الحراج ومنها القطع الجائر أثناء تواجد المجموعات المسلحة حيث تم قطع مواقع حراجية بشكل كامل ومواقع أخرى بشكل جزئي، وتوقفت مشاريع التحريج لعدة سنوات، إضافة إلى تدمير البنى التحتية في الحراج من مراكز حماية الغابات وأبراج المراقبة ومخافر حراجية ومشاتل وتدمير الآليات والمستودعات، يضاف إليها وجود اليد العاملة التي تشكل العامل الأهم والأساسي في إعادة التعمير والترميم.
وأضاف مدير الزراعة أن الضابطة الحراجية تمكنت خلال العام الحالي من تنظيم 129 ضبطاً حراجياً منها 75 ضبط قطع أشجار حراجية، و4 ضبوط رعي و 17 ضبط كسر أرض حراجية و 26 ضبط مخالفة التعليمات التنفيذية للنقل والاتجار بالحاصلات الحراجية و 7 ضبوط حريق، مشيراً إلى أن قانون الحراج رقم 6 لعام 2018 كان صارماً وحازماً لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على تلك الثروة الوطنية حيث وصلت بعض العقوبات إلى الإعدام والأشغال الشاقة لمدة7 سنوات لكل من يقوم بإضرام النار التي تؤدي إلى وفاة أو الإصابة بعاهة دائمة وبعض من العقوبات تصل إلى خمس سنوات وغرامات مالية.
وأوضح المهندس حرصوني أنه تم اتخاذ عدة إجراءات لحماية الحراج سواء من ناحية التوعية أو دعم منظومة الحماية، فمن ناحية التوعية تم القيام بعدة حملات للتوعية بمنع الاعتداءات التي تحصل على الحراج والإبلاغ عنها مباشرة حيث تم تخصيص رقم مجاني لدائرة الحراج للإبلاغ عن أي اعتداء أو حريق وهو /188/.
كما تم استنفار الإمكانات المتوفرة كافة لدعم المخافر الحراجية وعناصر الضابطة الحراجية وفرز الآليات والصهاريج اللازمة لتلك المخافر ومتابعة أعمالها بشكل دائم ومستمر.
ولفت مدير الزراعة إلى إطلاق حملات تشجير في المحافظة بالتعاون مع المنظمات الشعبية والأهلية واتحاد الفلاحين واتحاد الطلبة و شبيبة الثورة وجميع المديريات المعنية، حيث تم أيضاً دعوة جميع الفعاليات في المحافظة للمشاركة في حملات التشجير ، و تم إطلاق حملات توزيع 5 غراس مجانية بموجب البطاقة العائلية بالتعاون مع المنظمات والاتحادات والفعاليات الأهلية والشعبية من أجل اتساع المساحات الخضراء في محافظة حلب خلال العامين الماضيين، كما قامت شعبة التنوع الحيوي بدائرة الحراج بعدة لقاءات لنشر التوعية للمحافظة على الثروة الحراجية والتعريف بأهميتها.