الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع في غزة وتؤكد استحالة إنشاء مناطق آمنة فيها أوساط دولية: واشنطن شريكة للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة بحق الفلسطينيين
ناصر منذر
في ظل استمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وارتفاع عدد الشهداء من الأطفال والنساء جراء عدوانه المتواصل، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز من أن توسع نطاق العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة يمكن أن يؤدي إلى سيناريو أكثر رعباً قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه.
ونقلت وكالة فرانس برس عن هاستينغز قولها في بيان: أنه “لا مكان آمناً في غزة ولم يبق مكان يمكن التوجه إليه”، مضيفة: إن “ما نشهده اليوم يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل، وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة”.
من جهته، جدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدعوة إلى “وقف إطلاق نار إنساني دائم في غزة”، مطالباً قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ “تجنب أعمال جديدة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أساساً في غزة، وتجنيب المدنيين في القطاع مزيداً من المعاناة”.
من جانبه جدد الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” جيمس إلدر مطالبة العدو الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة، مؤكدا استحالة إنشاء ما تسمى “مناطق آمنة” يلجأ إليها الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، واصفا الأمر بغير المنطقي.
ونقلت فرانس برس عن إلدر قوله لصحفيين في جنيف: إن “ما تسمى بالمناطق الآمنة غير منطقية وغير ممكنة”، مضيفاً: إنه “لا يمكن أن تكون هذه المناطق آمنة ولا إنسانية عندما تعلن من جانب واحد”، لافتا إلى أن “إسرائيل” هي القوة المحتلة وعليها وقف إطلاق النار لإنقاذ أطفال غزة.
وفي طهران، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الأوضاع في غزة تحولت إلى كارثة إنسانية كبيرة، داعياً المنظمات الدولية إلى لعب دور في التعامل مع الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وأدت إلى استشهاد أكثر من 16 ألف مواطن فلسطيني.
وفي لندن، دعا مجلس الحكماء الذي أسسه الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا ويضم عددا من الشخصيات العالمية، ومن بينها الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون إلى تحرك دولي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المجلس قوله في بيان: “إن ما تقوم به “إسرائيل” بلغ مستوى لا يطاق من اللا إنسانية تجاه الفلسطينيين”.
وأشار المجلس إلى أن “الحكومات التي تقدم الدعم العسكري للكيان الإسرائيلي مع علمها بأن فظائع ترتكب أو على وشك أن ترتكب، تخاطر بأن تكون متواطئة”، داعيا الحكومات إلى تمكين المحكمة الجنائية الدولية من تسريع تحقيقاتها في الجرائم الفظيعة المرتكبة في قطاع غزة.
وفي دبلن، أقر المجلس البلدي في العاصمة الإيرلندية دبلن رفع العلم الفلسطيني فوق مبنى المجلس لمدة أسبوع في خطوة رمزية للتضامن مع الفلسطينيين في غزة، ورفضاً للعدوان والجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحقهم.
وفي واشنطن، قال الكاتب الأمريكي أندريه ديمون في سياق مقال نشره موقع وورلد سوشاليست الأمريكي إن موقف الولايات المتحدة من جرائم “إسرائيل” في غزة هو بحد ذاته بمثابة حرب إبادة، فدفاع واشنطن عن هذه الجرائم وتبريرها والترويج للرواية الإسرائيلية دون ذكر المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال كلها تصب في إطار حروب الإبادة، وكله واضح في تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين لا يجدون أي مشكلة أخلاقية أو قانونية أو إنسانية في استهداف “إسرائيل” للأطفال والنساء والمدنيين في غزة.