الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تعاني الولايات المتحدة من انقسامات حزبية عميقة مع نفاد مساعداتها لأوكرانيا، بينما تواجه ضغوطاً دولية متزايدة بشأن الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة بعد أن جددت “إسرائيل” هجومها العنيف عليه.
وقال بعض الخبراء إنه مع استمرار الحربين، فإن تلك الأزمات لن تصبح عبئاً مالياً ثقيلاً على واشنطن فحسب، بل ستكون أيضاً بمثابة أداة للصراعات الحزبية مع اقتراب موعد الانتخابات.
ذكرت شبكة إن بي سي نيوز أن جلسة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ حول طلب البيت الأبيض لتقديم المساعدة لإسرائيل وأوكرانيا أصبحت “ساخنة” مع خروج الأعضاء الجمهوريين من الاجتماع.
وذكرت التقارير أن الجلسة عُقدت بقيادة وزيري الدفاع والخارجية، إضافة إلى مدير المخابرات الوطنية ورئيس هيئة الأركان المشتركة، خلف أبواب مغلقة للسماح لجميع أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 بطرح أسئلة حول طلب التمويل الذي تقدمت به الإدارة.
لكن أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين قالوا إن الأمر انهار تماماً بعد أن بدأ الجمهوريون في التساؤل عن الحدود الأمريكية.
وقد أفادت شبكة إن بي سي نيوز أن أعضاء الحزب الجمهوري في كلا المجلسين طالبوا بإجراء تغييرات جدية في سياسة الهجرة لمعالجة ارتفاع معابر المهاجرين مقابل تمرير مساعدات جديدة لأوكرانيا.
وحذر مسؤولون في البيت الأبيض من أن الوقت والمال لدى الولايات المتحدة قد بدأ ينفد لمساعدة أوكرانيا، بعد أن حثت إدارة بايدن الكونغرس على الموافقة على طلب ما يقرب من 106 مليارات دولار في تشرين الأول الماضي، مع اعتقاد الخبراء الصينيين أن هذا يُظهر أن القضية الأوكرانية قد تم حلها. وأصبحت الولايات المتحدة أداة للتسييس الداخلي واشتدت الانقسامات الداخلية في البلاد مع اقتراب الانتخابات.
وفي رسالة إلى زعماء مجلسي النواب والشيوخ تم نشرها علناً، حذرت مديرة مكتب الإدارة والميزانية، شالاندا يونغ، من أن التمويل الأمريكي سوف ينفذ لإرسال الأسلحة والمساعدات إلى أوكرانيا بحلول نهاية هذا العام، مضيفة أن هذا من شأنه أن يلحق الضرر بأوكرانيا في ساحة المعركة، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتد برس يوم الثلاثاء الماضي.
وبحسب رويترز، طلبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تشرين الأول الماضي من الكونغرس طلب ما يقرب من 106 مليارات دولار لتمويل الحروب في أوكرانيا و”إسرائيل” واحتياجات أمنية أخرى، لكن الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب بأغلبية ضئيلة رفضوا الحزمة.
ويرى بعض الخبراء أن السبب الرئيسي هو أن القضية الأوكرانية أصبحت أداة للصراعات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
وقال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة غلوبال تايمز، إن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا لن يكون في الوقت المناسب أو سخياً كما كان في الماضي، وسوف تستمر مساعداتها في الانخفاض.
وأضاف أن “القضية الأوكرانية أصبحت مسيّسة إلى حد كبير داخل الولايات المتحدة، ما يعني أن الجمهوريين سيستخدمونها كأداة مناسبة لإضعاف الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات.”.
ومع نفاد التمويل المخصص لأوكرانيا، وافق مجلس النواب الأمريكي على خطة جمهورية لتقديم مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل في تشرين الثاني الماضي، وفقاً لرويترز.
وقال نيو شين تشون، زميل باحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، إنه في مواجهة الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتجدد، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه الولايات المتحدة ليس مالياً، وإنما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وأضاف نيو: أن الولايات المتحدة حالياً سلبية للغاية تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية، فهي من ناحية تدعم “إسرائيل” في هجومها على غزة، ومن ناحية أخرى تواجه إدانة من الرأي العام الدولي، بما في ذلك داخل الحزب الديمقراطي بسبب الأزمة الإنسانية فيها.
وبينما يظل الناخبون يركزون إلى حد كبير على القضايا الداخلية والاقتصاد، فقد أجبرت كلتا الحربين مرشحي 2024 على الإبحار علناً في أسئلة محيرة حول السياسة الخارجية الأمريكية والموقف العسكري، مع عواقب محتملة على دعمهم، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
وقال لي: “مع استمرار الصراعات الحزبية، ستتعمق انقساماتهم مع بدء الانتخابات، والقضايا المسيّسة إلى حد كبير ستجعل من الصعب على إدارة بايدن تنفيذ سياستها الخارجية.”.
المصدر- غلوبال تايمز