الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بموجب الاتفاق بين الصين والاتحاد الأوروبي، تعقد القمة الـ24 بين الطرفين في بكين يوم 7 كانون الأول الجاري، ويلتقي الرئيس شي جين بينغ مع رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ويترأس رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ والرئيس تشارلز ميشيل والرئيسة أورسولا فون دير لاين القمة بشكل مشترك.
وهذه أول قمة بين الصين والاتحاد الأوروبي منذ أربع سنوات.
وتتطلع قطاعات مختلفة من المجتمع الأوروبي، وخاصة مجتمع الأعمال، إلى سماع المزيد من الأخبار الجيدة من هذه القمة، التي تمثل الاستعادة الشاملة لآلية الاتصال بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقبل الاجتماع أكد الجانب الصيني على أن الصين والاتحاد الأوروبي ليسا متنافسين، وأن مصالحهما المشتركة تفوق بكثير خلافاتهما، وفي كل اجتماع أو حدث مهم بينهما تقريباً، يؤكد الجانب الصيني على هذه النقطة، ولا يقال هذا لمجرد العرض، ولكنه رداً على سوء الفهم تجاه الصين في أوروبا، ويعكس أيضاً صدق الصين في تطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ويتعين على القمة أن تقدم توجيهات إستراتيجية للتنمية المستدامة والصحية للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، كما يتعين على الجانب الأوروبي تقديم إجابات أوضح لهذه القضية الأساسية.
وفي وثيقة أصدرها المجلس الأوروبي في 30 حزيران من هذا العام، لا تزال الصين في وضع “شريك ومنافس نظامي”، وهذا الموقف تجاه الصين ليس خاطئاً فحسب، بل إنه ضار أيضاً.
إن السياسة التي تنتهجها أوروبا في التعامل مع الصين استناداً إلى هذا المفهوم تتسم بالفوضوية والغموض وعدم الاستقرار إلى حد كبير، كما أنها تؤدي إلى إرباك العديد من الأوروبيين وفقدان الاتجاه في فهمهم للصين.
إن “الشريك”، و”المنافس”، و”المنافس النظامي” هي ثلاثة مواقف مختلفة، وجمعها معاً لابد أن يؤدي إلى التناقضات والصراعات.
في الواقع، تتحول سياسة أوروبا تجاه الصين على نحو متزايد نحو اتجاه “المنافس” وتعزيز المخاوف السياسية والأمنية، والتوافق مع سياسة الاحتواء الأمريكية.
كل هذه العوامل تخلق عقبات وصعوبات غير ضرورية للعلاقات بينهما، وإذا استمر هذا الأمر، فهناك احتمال حقيقي أن تتحول الصين وأوروبا من “شركاء” إلى “منافسين”، على الرغم من أن هذه النتيجة لايرغب أي من الطرفين في رؤيتها.
ويجب على أوروبا أن تعالج هذه القضية المهمة وأن تدرك أن الشراكة الإستراتيجية الشاملة هي الموقع الدقيق والمناسب بين الصين وأوروبا، وكان ينبغي أن تكون هذه حقيقة موضوعية بديهية، لكن بعض الأوروبيين، الذين يرتدون نظارات ملونة مختلفة، يفشلون في رؤيتها بوضوح.
وحتى في أوقات الخلافات الواضحة بين الصين وأوروبا، كانت مواقفنا بشأن القضايا الأساسية مثل دعم التعددية، وتعزيز الحوكمة العالمية، ومعارضة الحمائية التجارية والأحادية، متوافقة باستمرار.
وكان التنسيق والدعم المتبادل في معالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين سلساً، إضافة إلى ذلك، دعم الحجم الهائل للتجارة بين الصين وأوروبا العديد من المشاريع التعاونية ذات المنفعة المتبادلة.
لا يوجد صراع أساسي بين الصين وأوروبا، والتعاون يحدد بشكل كبير العلاقة بين الطرفين، وإذا لم تكن هذه شراكة، فما هي إذن؟.
وما دمنا نعمل على توسيع وجهات نظرنا وفتح عقولنا، فإن العديد من القضايا لاتشكل إشكالية بطبيعتها، وحتى الاختلافات يمكن إدارتها بفعالية، على سبيل المثال، صرح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل فونتيليس أن إستراتيجية البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي ومبادرة الحزام والطريق ليستا متعارضتين ولكنهما مكملتان لبعضهما البعض، حيث إن كلاهما يهدف إلى تعزيز التنمية العالمية.
وتقدر كلفة البنية التحتية العالمية بتريليونات الدولارات، ولا يمكن لأي دولة أو كيان اقتصادي أن يحتكر هذا السوق بشكل منفرد.
وعلى نحو مماثل، في بعض الصراعات المحلية والقضايا الساخنة، تشترك أوروبا والصين في الإجماع الاستراتيجي في الدعوة إلى وقف إطلاق النار والمشاركة النشطة في محادثات السلام.
وفيما يتعلق بمجالات الاحتكاك المحددة، يمكن معالجتها من خلال الحوار والتواصل بدلاً من تعزيز المواجهة.
وتتزامن قمة الصين والاتحاد الأوروبي هذه مع الذكرى العشرين لتأسيس الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما، وكذلك الذكرى الخامسة والعشرين لآلية قمة الصين والاتحاد الأوروبي.
وتأمل الصين أن تلعب هذه القمة دوراً هاماً في المضي قدماً بالإنجازات الماضية وتمهيد الطريق للتطورات المستقبلية، والتواصل بين القادة لتعزيز التفاهم والثقة المتبادلة، ويمكن للجانبين معالجة القضايا من خلال الحوار والتشاور، ومعالجة التحديات العالمية من خلال التعاون العملي، وهذا يجسد بوضوح جوهر “الشراكة الإستراتيجية الشاملة”.
المصدر- غلوبال تايمز