لا تزال معاناة المواطنين في تأمين مياه الشرب في أحياء مدينة جبلة إلى تفاقم نتيجة قلة ساعات التغذية بالكهرباء.. وارتباطها المباشر في آلية تعبئة المياه في خزانات المواطنين.
إعفاء محطات ضخ المياه من التقنين الكهربائي.. لا يعني توفر المياه الى المواطنين حيث يتعذر الحصول على المياه دون الكهرباء لزوم تشغيل مضخات المياه .. ولعل ساعات التغذية الكهربائية القليلة تعتبر سبباً رئيساً للأزمة الحالية.. حيث يتم تشغيل مضخات المياه دفعة واحدة في الحي الذي يكون دوره في التزود بالمياه .. ونظراً لقلة الوارد المائي قياساً بعدد المشتركين فإنه لا يفي بمتطلبات المنازل واحتياجاتها.. هناك خلل في القدرة الاستيعابية لخطوط المياه.. حيث لا تفي شبكة المياه بالحاجة نتيجة عدم مواكبة تلك الشبكات للتوسع السكاني الكبير في السنوات الأخيرة الماضية.
وهنا لا بد من قيام الجهات المعنية بمعالجة الفجوة بين المتوفر والاحتياجات الواقعية، لأن الشبكة المصممة لتغذية عدد محدد من المحاضر السكنية.. غير قادرة على تخديم أضعاف مضاعفة من الأبنية السكنية الحديثة التي تم تشييدها في تلك الأحياء. حيث تتم عملية تغذيتها بالمياه من ذات الشبكة.. ما يؤدي إلى حدوث نقص في المياه المتوافرة من المصدر.. غير أن إمكانية إيصالها غير متاحة في الوقت المحدود من ساعات التغذية الكهربائية الذي لا يتجاوز ساعة واحدة كل يومين !!.
ولعل الحال الذي وصل إليه معظم المواطنين من شراء المياه في عز فصل الشتاء يوضح حقيقة الأمر!!.
أبنية عطشى أشبه بجزيرة وسط مياه الأمطار مفارقة غريبة.. توسيع الشبكات وصيانتها وزيادة ساعات التغذية ليست طلبات تعجيزية..إنه الماء الذي لا يمكن العيش من دونه فهل يجوز أن نغرق في العطش شتاء!.