المطالبات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي تتزايد ودعوات لإدخال مساعدات عاجلة لغزة: الاحتلال يرتكب جرائم إبادة جماعية برخصة أميركية ومخططاته لتهجير أهالي القطاع ستفشل
ناصر منذر
جددت العديد من الأوساط الدولية مطالباتها بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، ووقف جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الأطفال والنساء في القطاع، مؤكدة أن هذه الجرائم الوحشية تتم بمباركة أميركة ودعم غربي، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة بشكل فوري، وعلى مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بمسؤولياته في هذا الصدد، بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا الإطار، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي سيرغي لافروف إلى حشد الجهود الدولية، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقديم المساعدة العاجلة لسكانه.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم: إن الوزيرين «بحثا خلال اتصال هاتفي الوضع الحالي في المنطقة، وتم التعبير عن القلق المتبادل بشأن التصعيد المستمر وتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، وتم التأكيد على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدة العاجلة للسكان فضلاً عن حشد سلطة الأمم المتحدة لهذه الأغراض».
بدورها قالت الخارجية الإيرانية: إن عبد اللهيان أكد خلال الاتصال أن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي لمنع وقف العدوان الإسرائيلي على غزة هو بمثابة منح رخصة لاستمرار الإبادة الجماعية بحق سكان غزة.
وأكد عبد اللهيان ضرورة التحرك للوقف الفوري لجرائم الحرب الإسرائيلية وإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي اتصال آخر مع نظيره الصيني وانغ يي حذر وزير الخارجية الإيراني من أن نطاق الحرب في المنطقة سيتسع إذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الصيني عن أسفه لاستخدام واشنطن «الفيتو»، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإرسال المساعدات الإنسانية على الفور.
وأعرب وانغ عن أمله بأن يكون الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة لتحقيق وقف هذين الهدفين.
بدوره دعا المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف المجتمع الدولي إلى بذل الجهود اللازمة لتقديم مساعدات عاجلة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي بحقه.
وفي كاراكاس أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال لقاءٍ تلفزيوني نشر اليوم إن «الحرب على قطاع غزة هي حرب تجارية شيطانية دموية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً»، متابعاً أن «جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل تُذكّرنا بأبشع جرائم أدولف هتلر (الزعيم النازي)».
وقال: «سنستمر بالحديث عن الجرائم الإسرائيلية، لن نسكت أبداً، ولا نستطيع أن نسكت إزاء جرائم بهذه الفظاعة».
وكشف مادورو أن شركات السلاح الكبرى، ولاسيما الأميركية، باعت خلال شهرين أسلحةً بـ32 مليار دولار على حساب دماء الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ، معقباً بأن «هذه هي البربرية».
وفي السياق ذاته أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يدمر جميع مقومات الحياة ويجعله مكاناً غير قابل للعيش، مطالباً المجتمع الدولي بوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وشدد أشتية في تصريحات اليوم نقلتها وكالة وفا على أن مخططات الاحتلال لتهجير أهالي القطاع ستفشل لأن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه ووطنه مهما بلغت وحشية الاحتلال.
من جهته طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل عليه، وإنهاء الحصار والسماح بوصول المساعدات إليه.
وذكرت وكالة وفا أن منصور وجه اليوم رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حول فشل مجلس الأمن الدولي في المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة جراء استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» ما سمح لآلة الحرب الإسرائيلية بمواصلة قتل الفلسطينيين مع الإفلات التام من العقاب.
ولفت منصور إلى أن عرقلة مجلس الأمن عن الاضطلاع بواجباته بموجب الميثاق تتناقض بشكل صارخ مع النداءات العالمية لوقف إراقة الدماء وتتجاهل تفعيل الأمين العام للمادة 99 من الميثاق وتحذيره من خطورة هذا الوضع غير المسبوق، والذي قد يؤدي إلى تفاقم التهديدات على صون السلام والأمن الدوليين.