الثورة – دمشق – فاتن دعبول:
أينما وجد الأطفال، يوجد الفرح والألق، ويعم الجمال أرجاء المكان، بالأمس قدموا نتاج وثمرة عمل دام لثلاثة أشهر في المركز الوطني للفنون البصرية، ضمن ورشات عمل يقودها متخصصون في الفنون التشكيلية، ويعملون على صقل مواهب هؤلاء المبدعين من الأطفال الذين اجتمعوا ليعبروا عن أحلامهم وآمالهم عبر تلك الفنون التي استطاعت أن تستقطب في هذه الورشة ثمانين طفلاً من عمر أربع سنوات حتى ١٢ سنة.
عروض لافتة
ومنذ اللحظة الأولى لدخولك المركز تبهرك تلك الأعمال التي ملأت قاعات المركز على اتساعه، كل طفل قدم رؤيته وبعفوية مطلقة عبر التشكيل والتكوين والألوان التي عبرت عن طفولة ناضجة تعي طموحاتها وتعبر عن مشاعرها بصدق وتلقائية لتكون لسان حال الطفولة التي تستحق الاهتمام والرعاية بما يليق بها وبطفولتها.
العفوية البريئة
وتبين المشرفة على المعرض رنيس ياغي أن الأطفال يجتمعون في ورشات عمل وتقدم لهم التوجيهات اللازمة لتقديم أعمال جميلة تعبر عن موهبتهم، بعد أن يتم اختيارهم عن طريق بعض الأعمال التي يقدمونها، ومن نجد لديه الموهبة يقبل في الورشة.
وفي هذه الورشة يتعلم الأطفال كيفية استخدام اللون والتكنيك وبعض أنواع الفنون من إعادة تدوير ورسم وأعمال النحت على الطين والكرتون، وفي نهاية الورشة يقام معرض في هذا الصرح الفني الكبير” المركز الوطني للفنون البصرية” لتشجيع الأطفال على إبراز مواهبهم ورعايتها.
نتعلم منهم
وترى مدربة الرسم بشرى ضبان، أن الرسم يعمل على إتاحة الفرصة للأطفال بإعمال خيالهم والتعبير عما يجول في خاطرهم، ويقتصر دورنا على التوجيه ليرسم بطريقة احترافية، ويترك لخياله العنان، ببراءة وعفوية الطفولة، حتى أننا نتعلم منهم الكثير، فمرحلة الطفولة جميلة وجميعنا يحن إليها.
ثقافة الفن أكثر انتشاراً
وتوقفت المدربة ريماس قيمة- خريجة كلية الفنون الجميلة، عند أهمية انتشار ثقافة الفنون بين الناس، ويؤكد ذلك إقبال الأطفال على تعلم الرسم في الورشات التي يقيمها المركز.
ونحاول عبر هذه الورشات أن نخرج الطفل من إطار الأعمال النمطية إلى فضاء أكثر اتساعاً، ليعبر الأطفال عن مشاعرهم باستخدام الخيال ضمن أنواع الفنون المتاحة “النحت والتصوير” والنتائج كانت مفاجئة وتشير إلى أهمية رعاية المواهب واستقطابها، فأطفالنا يستحقون.
أطفال مبدعون
وفي لقائهم عبر الأطفال عن سعادتهم بالمشاركة في هذا المعرض، فالطفلة ساندي سلمان رسمت الطبيعة بشكل غير واقعي وحسب رؤيتها الخاصة، فالعين على شكل هرم والشجر لونه أزرق هكذا تحلم وترى.
بينما توجهت الطفلة هدى شحادة إلى رسم الطبيعة الصامتة وبعض رسوم أفلام الكرتون التي تحب.
أما زينة أحمد فقد شاركت بأكثر من ٢٠ لوحة تنوعت رسوماتها بين الخيال والواقع وترغب أن تكون فنانة تشكيلية مشهورة.
وشاركت لميس ديبة وأخوها حمزة برسومات متميزة بتشجيع من الأهل والمدرسين، وترى في الرسم مجالاً للتعبير عن المشاعر.
أما نتالي الزغبي وسام ريا فقد شاركت بأعمال عديدة تنوعت بين التجريد الهندسي والتكوين وإعادة التدوير .
ولابد في هذه العجالة أن نثني على دور المركز الوطني للفنون البصرية أولاً ومن ثم المدربين والأهل الذين يتحملون العناء في إرسال أبنائهم لتنمية مواهبهم، ولإيمانهم بأن الفنون تصقل النفس وترتقي بالقيم الإنسانية.
ويجب في الآن نفسه أن نوجه المدارس للاهتمام بحصة الرسم لأنها حق للطفل ومساحة يعبر فيها عن ذاته ويطلق لخياله العنان للتعبير عن أحلامه وآماله.