الإبـــداع وصناعــــة الأمــــل..

الثورة _ ديب علي حسن:
ذات يوم قال الشاعر العربي القديم :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ترى هل الأمل مجرد طاقة كامنة في القلوب والعقول والأرواح علينا أن نخرجها حين الحاجة إليها أم أنه هذه الأشياء كلها مع جوهر التجربة الحياتية التي تثري كلّ شيء..
الإنسان كما تقول المأثورات طاقة جبارة بلا حدود يمكنك مثلاً أن تسحق انساناً ما جسداً ولكنك لم ولن تستطيع أن تقتل الأمل في روحه وعقله، اذا ما كان مؤمناً، إنه قادرعلى نشر نور ما يريد هذه التجارب الإنسانية تزداد اتقاداً ونضجاً حين يكون الإنسان مبدعاً يريد أن تصل رؤاه إلى العالم ويبحث عن كنز النور في العقول..
تروي وقائع من حياة الأديب الروسي دوستوفسكي الذي انقطعت صلته الحديثة بالأدب، بعد القبض عليه بتهمه معارضته للإمبراطور الروسي وقتها، حيث قضى ثمانية أشهر نال فيها «معاملة الصمت» في سجن انفرادي منعزل.
يقول أحد الدارسين لحياته: إنه لم يكن يخاطب فيها بشراً، حتى أن السجانين كانوا ينتعلون أحذية مخملية لا تُحدث وقعاً للخطا في أروقة السجن، كيلا يشعر السجين أن هناك بشراً سواه في العالم، ولا يردون عليه صياحه.. ولا يظهرون عليه عند إعطائه حصته من الطعام..أسلموه الى نفسه، ليتكفل الجنون به.. ثم إقتادوه وهو يرفل في السلاسل، مرتدياً كفنه، وأمروه أن يحفر قبره بنفسه، ثم وقف على رأس الحفرة، أمام فرقه إطلاق النار، التى أعدت بنادقها وصوبها إلى مقتل من جسده، بانتظار أمر قائدهم..
لكن تحدث معجزة.. يدخل المشهد جندي مسرع لاهث، معه أمر بالتراجع عن إعدامه، ولا يعلم دوستويفسكي وقتها أنها كانت تمثيلية مرتبة لكسر روحه، ينتقل بعدها الى الأشغال الشاقة بسجن جديد في سيبريا لأربعة أعوام، طالته فيها أمراض عديدة..بعد السجن، كتب كتل دوستوفسكي روايات لم ير أحد مثلها قط قبله، وجدت سبيلها للكهوف المظلمة في النفس الانسانية، وتغير بعدها وجه الأدب.. وحين بدأ فرويد نظريته في علم النفس كتب (فرويد) مقالات تحليلية لرواياته…وقال عنه (نيتشه) -القاسي في أحكامه- إنه عالم النفس الوحيد الذي تعلم منه شيئاً، بل إنه كان يعده من أفضل ما حدث في حياته بوجه عام…حتى (ألبرت أينشتاين) نفسه اعتبره من العباقرة القلائل الذين تفوقوا على (جاوس) عالم الرياضيات شديد الشهرة… وقال عنه الأديب الأميركي (إرنست هيمنجواي) إن قراءة أعماله تغير ما في نفسك بتنقلها بين الهشاشة والجنون والقداسة والشر….
لهذا يمكنك أن تثق، أن رجلاً كهذا كان يعي ما يقول إذ يقول:«إن تحيا بلا أمل، هو أن تكف عن الحياة».انه الأمل الذي تصنعه قدرتك كإنسان على أن تكون قادراً على مواجهة العواصف وإذا كنت مبدعاً فسوف يكون ذلك منارة في ابداعك نجد هذا عند ارنست همنغواي في الشيخ والبحر ونجده في أدب حنا مينة، وأمل دنقل، والسياب، ومحمود درويش، والجواهري، والنواب ..إنه ما يسمى في النقد الأدبي التفاؤل الثوري أو التبشير بالنصر …فالحياة هي صناعة الأمل ..ألم يقل درويش:
وحبوب سنبلة تجف فتملأ الوادي سنابل

آخر الأخبار
إخماد حريق بمستودع غاز في حي العريض بطرطوس  الشرع يتلقى اتصالاً من نظيره اللبناني للتعزية بضحايا الهجوم الإرهابي بدمشق الداخلية: الخلية الإرهابية التي نفذت تفجير الكنيسة تتبع لـ"داعش" والقبض على  أفرادها "الإسكان" وتوجه جديد.. التخطيط سابق للتنفيذ صناعيو السيراميك يواجهون مشكلة إغراق السوق بالمستوردات والمهربات افتتاح ثلاثة مراكز غداً..  عودة المؤسسة السورية للبريد إلى إدلب بعد انقطاع عشر سنوات    إطلاق مؤتمر "كارلتون" في إدلب.. انطلاقة استثمارية جديدة في المدينة محافظ إدلب يزور قرى ريف معرة النعمان الشرقي لتفقد أوضاعها بحضور شعبي واسع.. تشييع جثامين ضحايا التفجير الإرهابي بدمشق وزير الأوقاف يزور مصابي تفجير كنيسة مار إلياس في " إكسبو" وبعد الغياب.. شركات الشمال .. الحضور القوي والعلامة الفارقة طلاب السويداء ينهون امتحان الاجتماعيات في أجواء هادئة تلقيح 60 طفلاً في الريف الشرقي بحمص جنود إسرائيليون يعتدون على منظومات الطاقة في بلدة جملة دعم المشاريع الاستثمارية بدرعا مع مجموعة بعلبكي للإعمار والاستثمار إزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في إنخل تحديات أمام مجلس الشعب القادم.. خبير قانوني لـ"الثورة": دور فاعل في مساءلة الحكومة كي لا يتحول لشرعي... انطلاق عمليات تصحيح الأوراق الامتحانية للتعليم الأساسي بحلب دمج المجالس المحلية في مناطق الشمال ضمن محافظة حلب التوغل العسكري الإسرائيلي يتصاعد في جنوب سوريا