وثائق تفضح المشاريع الصهيو أمريكية لتجزئة المنطقة

 

فؤاد دبور – كاتب أردني:
تعرض وطننا العربي، ومازال، لمؤامرات صهيونية إمبريالية أمريكية، واستعمارية غربية، هدفت وتهدف إلى تجزئته وإعادة رسم خارطته عبر نشر الفوضى والحروب التي تؤدي إلى استنزاف طاقاته البشرية والمادية لتسهيل السيطرة عليه والتحكم بمصير الأمة العربية.
وظهرت أبعاد هذه المؤامرة جلية واضحة في الأعوام الأخيرة وهذه الأيام، حيث العدوان الصهيوني الأمريكي الاستعماري على فلسطين ولبنان وسورية، مؤامرة كشفتها وثيقة صهيونية نشرتها مجلة “كيفونيم” التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية في العام 1982م، ومن خلال قراءة نصوص هذه الوثيقة نجد أنها وضعت خطة عمل لما جرى ويجري، في العديد من الأقطار العربية، مثل الحرب العدوانية على العراق في شهر آذار من عام 2003م والتي كان من أهم أهدافها تقسيم العراق عبر عدوان آذار 2003 أرضاً وشعباً على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وكذلك عدوان الخامس عشر من آذار عام 2011م على سورية.
مثلما تضمنت الوثيقة خطط تقسيم السودان وفصل جنوبه عن شماله، وهذا ما حصل فعلياً، هذا إضافة إلى مخططات أخرى وبشكل تفصيلي لتقسيم العديد من دول المغرب العربي، وتقسيم لبنان إلى كانتونات طائفية، وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن باعتباره الوطن البديل الذي يتم عبره حل المشكلة السكانية حسب ادعاء الوثيقة، ولم تسلم مصر من المؤامرة حيث نصت الوثيقة على إقامة دولة مسيحية في سيناء أو صحراء سيوه، وهذا ما تحدثت عنه حركة رند الأمريكية، وكذلك تهجير المواطنين من قطاع غزة إلى سيناء وفقاً لأهداف العدوان الصهيوني الحالي.
طبعاً، لابد من التذكير بأن مؤامرة تجزئة الأمة العربية قد بدأت عندما أقدمت الدولتان الاستعماريتان، بريطانيا وفرنسا على تقسيم الوطن العربي إلى مجموعة من الدول عبر الاتفاقية المسماة “سايكس – بيكو” حيث تم تركيب كل دولة من خليط عرقي تجعلها عرضة للتقسيم على هذا الأساس.
وإذا ما عدنا إلى نصوص الوثيقة التي تعرض وبشكل تفصيلي إلى تجزئة وتفتيت الأقطار العربية إلى دويلات طائفية وعرقية لا يتسع مثل هذا المقال لعرض التفاصيل ما يجعلنا نكتفي بأبرز وأهم البنود في هذا المخطط الصهيوني الذي تنفذه الحركة الصهيونية بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول استعمارية أوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا، والذي إذا ما بدأنا بمصر تشير الوثيقة إلى ضرورة تقسيمها إلى دولتين للمسلمين وأخرى للمسيحيين معتمدة على أن غالبية السكان تحت خط الفقر والدولة تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة وتشير الوثيقة إلى منع مصر من استعادة سلطتها على صحراء سيناء الغنية بالموارد الطبيعية مثلما أصبحت مصر بعد كامب ديفيد لا تشكل خطراً عسكرياً استراتيجياً على الكيان الصهيوني، كما تشير الوثيقة إلى أن تفكيك مصر سوف يؤدي إلى تفكيك العديد من الدول العربية الإفريقية مثل ليبيا، التي تعرضت لحرب عدوانية من حلف الناتو، وكذلك السودان الذي تعرض لتقسيم، وتؤكد الوثيقة إلى إمكانية تقسيمه إلى دويلات أثنية ودينية.
تنقلنا الوثيقة إلى لبنان حيث تنص على بذل الجهد والعمل على خلق نزاعات طائفية تفضي إلى تجزئته إلى خمس كانتونات طائفية متناحرة وهذا ما تفعله الإدارة الأمريكية ومعها العدو الصهيوني هذه الأيام، ويمكن أن ينسحب النموذج اللبناني على العديد من الأقطار العربية في المشرق العربي، كالعراق وسورية وشبه الجزيرة العربية، وهذا ما شاهدناه بعد احتلال العراق بفعل القوات الأمريكية الغازية حيث عملت هذه الدولة الأمبريالية على خلق فتن وقسمة للعراق على أسس عرقية وطائفية ومذهبية لإضعاف العراق وتسهيل السيطرة على ثرواته النفطية من جهة وتوفير الأمن للكيان الصهيوني من جهة أخرى.
أما فيما يتعلق بالأردن وفلسطين فإن الوثيقة تدعي على أن الأردن في الواقع هو فلسطين ذلك لأن أغلبية السكان من الفلسطينيين واستناداً إلى هذا تزعم الوثيقة أنه من غير الممكن أن يبقى الأردن على حاله وتركيبته الحالية لفترة طويلة وان سياسة “إسرائيل” يجب أن تؤدي إلى نقل السلطة إلى الفلسطينيين سواء أكان ذلك بالسلم أم بالحرب.
وتخلص الوثيقة إلى القول، “بأن التعايش والسلام الحقيقي سوف يسودان البلاد فقط إذا فهم العرب الفلسطينيون بأنه لن يكون لهم وجود ولاأمن دون التسليم بوجود سيطرة يهودية على المناطق الممتدة من النهر إلى البحر، وأن أمنهم وكيانهم سوف يكونان في الأردن فقط، وعليه فإن التمييز في “إسرائيل” بين حدود عام 1967م وحدود عام 1948م لن يكون له أي مغزى وهذا ما تدل عليه مخططات العدو الصهيوني والشركاء في الإدارة الأمريكية من القدس إلى صفقة القرن إلى الضم والعدوان الصهيوني الاجرامي هذه الأيام.
هذا مخطط لوثيقة تناولت الوطن العربي والعرب، مثلما تناولت أيضا العديد من الدول الإسلامية وخاصة إيران وباكستان وأفغانستان، وتعتبر هذه الوثيقة أساساً لما جرى، ويجري، هذه الأيام في عدد من أقطار الوطن العربي، ما يجعلها من أخطر الوثائق، حيث وضعت مخططات تجزئة وتفتيت الوطن العربي إلى دويلات هامشية ضعيفة مشتتة ضائعة لا حول لها ولا قوة.
وقد ظهرت هذه الوثيقة بعد غزو الكيان الصهيوني للبنان عام 1982م، وبالتأكيد فإنها كانت موضوعة قبل الغزو، مما يدل على أن غزو الصهاينة إلى لبنان وصولاً إلى مدينة بيروت إنما كان يهدف إلى تنفيذ ما جاء فيها بالنسبة إلى لبنان.
وأمام هذه الوثيقة الطويلة، هل ندرك أبعاد ما يجري الآن في المنطقة التي تتعرض لعدوان أمريكي صهيوني أوروبي وتركي ومن يدور في فلك هذه الجهات من أدوات في أقطار الوطن العربي؟ وكذلك ما يجري من جر بعض الدول العربية الى توقيع اتفاقيات سياسية واقتصادية وامنية مع العدو الصهيوني، لكننا نؤكد على أنه ليس أمام هذه المشاريع والمخططات سوى الفشل أمام إرادة الشعب العربي ومقاومته العنيدة لهذه المشاريع والمخططات.
* أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن – تحت التأسيس

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة