الثورة – دمشق – وعد ديب:
غالباً ما يتغير الروتين المالي والاجتماعي للأسرة مع حلول الأعياد، وتتجه إلى وضع خطة طارئة وميزانية تناسب دخلها ومصاريفها، فعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضاغطة التي نعيشها، نتيجة مفرزات الحرب والتي أدت إلى فرض ظروف معيشية معينة، إلا أن ذلك لم يمنع السوريين من الاحتفال.
ومن خلال لقاءاتنا وفي إطار وضع خطط للترشيد بالاستهلاك وتأمين ميزانية تستوعب وتراعي توفير ما تتطلبه الأسرة وأفرادها، تقول السيدة مها إبراهيم أم لطفلين: ابتعدت هذا العام عن تقليد الآخرين بالشراء من المحال التجارية التي تعتبر أسعارها مرتفعة، واتجهت نحو محال التنزيلات لأقتني ملابس العيد.
وأما أم يوسف فقالت: لجأت إلى ادِّخار النقود من مصروف المنزل، واليوم استطعت أن أؤمن بعض مستلزمات العيد من خلال الادخار والدخول بجمعيات شهرية.
وأما أبو أيهم فتحدث: لجأت زوجتي إلى إعادة تدوير وحياكة ملابس لدينا من أعوام سابقة، إضافة إلى الشراء من محال الجملة ما تتطلبه احتياجات العيد من مواد غذائية.
– الضمان الحقيقي..
وعن أهمية وضع ميزانية سنوية أو شهرية خاصة بالمناسبات وترشيد الاستهلاك وخصوصاً في أيام الأعياد.. تحدثت لـ “الثورة” الباحثة في القضايا التنموية والاقتصادية الدكتورة سلوى شعبان عن ضرورة وضع خطة مدروسة للميزانية من قبل كل أسرة، ويعد هذا الضمان الحقيقي من الهدر والشح والتقتير والحاجة، فالأولويات المهمة تكاد تتصدر الواجهة من توفير لبعض المواد الغذائية المستهلكة يومياً بالوجبات الثلاث، مع مراعاة توفير مواد الحلويات والضيافة لتبقى الصورة التي نحافظ من خلالها على تقاليدنا وأعرافنا وموروثنا الاجتماعي.
وبحسب– الباحثة- فإنه لابد من دراسة ما يجب شراؤه والمبالغ المرصودة لذلك تماشياً مع الدخل والراتب وما هو متوفر.
كلٌ حسب استطاعته
وتتابع: ثمة عائلات وأسر لديها ما يكفي من ادخار وأرصدة مادية تكفيها بالبذخ وشراء السلع الأغلى والأفضل بالنوعية وطبيعة تركيبتها، وهذا لا يعني أن الجميع يستطيع أن يكون ضمن الشريحة نفسها، فكل حسب استطاعته وإمكانياته لكن الاحتفال بالعيد لا يكون من خلال التقليد والمجاراة ووضع القدرة الشرائية تحت لائحة أسعار تهلك الدخل، فيمكن من خلال بعض التحضيرات البسيطة ولمة العائلة قضاء سهرة العيد.
– الكثير من الحلول..
وأضافت: لو أمعنا النظر خاصة في ظل الحالة الاجتماعية المعاشية الحالية، وتساءلنا كيف نستطيع التوفيق بين المتطلبات والرصيد المادي المهيأ لذلك وبين توفير ما يحتاجه أفراد الأسرة من أطفال وكبار، عدا بعض الأمور الأخرى المفروضة على كاهل الأسرة؟
فالجواب.. هناك الكثير من الحلول التي تساعد على تخطي بعض المصاريف الزائدة منها وجود محال الجملة ومؤسسات وتعاونيات الدولة التي توفر المواد بأسعار تشجيعية مدروسة تناسب المستويات المادية للمواطن، ويجب أن تكون المنقذ والداعم والموفر لهذه الخدمات والضمان لها.
– المشاركة..
وعن كيفية تخطي العجز بالنفقات، أوضحت الدكتورة شعبان أننا من الشعوب التي تعيش بهجة الأعياد دوماً، وعلى الرغم من أي ظروف قاهرة، فقد تعايشنا مع هذه الظروف، واستطعنا تخطي العجز والحيرة في تأمين ما تحتاجه الأسرة في جميع المناسبات، كالمشاركة والتبادل بين الأسر والأقارب والعائلات والأصدقاء من لباس ومأكولات وحاجيات متنوعة.
ورأت أن ما تطرحه بعض مؤسسات الدعم الحكومية من سلع ومواد يسهم في التخفيف من العبء عن الأسر مع أهمية التوسع في تشكيلة المواد باعتبار أنها الملاذ والسند للمواطن، ناهيك عن دور الهيئات والجمعيات الأهلية من خلال التعاون المشترك مع الحكومة.