“الثورة” تحاور مثقفين ومحامين عرب: أبرز سياسات المحتل الإسرائيلي قتل الأطفال لاستهداف الأجيال الفلسطينية
الثورة – عمان – أجرى الحوارات شريف جيوسي:
أطفال فلسطين، خذلهم العالم الذي سمى نفسه متحضراً، وخذلتهم المنظمات المعنية بالطفولة وحقوق الإنسان، لأن الدول التابعة لأمريكا وتلك المنظمات المسيسة باتت أداة طيعة بيد واشنطن، تأتمر بأوامرها، وتنفذ أجنداتها، وفي أحسن الأحوال نرى بعضها يدين أو يطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف آلة بطشه وقتله ضد الأطفال الأبرياء.
في عيد الميلاد عيد السلام، يستمر الجلاد الإسرائيلي بقتل أطفال فلسطين غير آبه بالطفولة ولا الإنسانية، وفي عيد الميلاد غاب “بابا نويل” عن أطفال غزة لأنه لم يجدهم، فبعضهم بات تحت التراب والآخرون في الخيام البعيدة، ولا هدايا تأتيهم سوى صواريخ الموت الأمريكية الغادرة.. صحيفة “الثورة” التقت عدداً من المثقفين العرب وحاورتهم حول ما يجري في فلسطين من جرائم إبادة ضد البشر والشجر والحجر فيها، وفي المقدمة أطفالها بسبب الحقد الصهيوني الدفين ضدهم وكانت الحوارات التالية.
الأديب السوداني: أطفأ العدو شموع أملهم
رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني قال لـ “الثورة”: يواصل العدو الصهيوني إبادته ومجازره وإجرامه على فلسطين كل فلسطين، مكثفاً استباحته وأهواله على غزة وأهلها في محاولة لمحوها وتغيير ملامحها وفرض الاستسلام على فصائل المقاومة التي تواصل دفاعها عن غزة وحقها وحقيقتها.
وأضاف استهدف العدو الصهيوني دور العبارة من مشفى المعمداني وأقدم كنيسة وأقدم مسجد، وكذلك المسعفين والأطباء والمشافي بتدميرها في سابقة غير معهودة.
فيما مشاهد الوضع والخدّج والصغار والطفولة المغتالة مازالت تفقأ عين مدعي حقوق الطفل والمرأة والأسرة وحقوق الإنسان ومدعي الديمقراطية والحريات.
وبيّن أنه ما يزيد على عشرين ألف شهيد نصفهم من الأطفال وأكثر من ستة آلاف تحت الردم والأنقاض، مؤكداً أن شهداء فلسطين ليسوا أرقاماً فلهم أسماؤهم الحسنى، ولهم أهل وأحبة وذاكرة وبيوت تم اغتيالها وأحلام قصفها الموت وقذائف الرعب الاحتلالي .
وقال الكاتب السوداني ما زال أهل غزة كأهل الضفة والقدس وكل فلسطين ومعهم شعبنا في المغتربات يعضون بقلوبهم على فكرة فلسطين ومعناها الجليل ويواصلون طريق الجلجلة والآلام ونحن على أعتاب الميلاد المجيد لأهلنا المسيحيين الذي أطفأ العدو فرحتهم وشموع أملهم.. وما زال الفدائي الأول والفلسطيني الأول المسيح مصلوباً على أبواب المهد وما زالت كنيسة القيامة تتعانق مع هلال المسجد الأقصى موحدة في مواجهة الضبع الاحتلالي… ما زالت رجفة أطفال غزة معلقة في العيون والقلوب لتلعن هذا العالم النذل الذي يغرق في صمته المعيب والمريب ويمسح الدم عن يدل القاتل الاحتلالي الذي تطلق أمريكا وأخواتها يده في ذبح وتدمير غزة وشعبها.
واختتم رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين حديثه بالقول: صرخات الطفولة ستبقى شاهدة على خذلان العالم لأهل فلسطين، وستحتقر القتلة الذين يهدمون المشافي على رؤوس المرضى والممرضين ويقصفون سيارات الإسعاف ويجرفون المرضى والمصابين أحياء ويدفنون الأحياء أمام مرأى ومسمع عالم أخرس وعدالة عمياء.. لأطفال فلسطين سماؤها الأنقى والأبقى، فهم طيور البهاء عند سدرة الحضور والجلال وطوبى لهم ولكل شهداء فلسطين.
الكاتب دبور: قتلة الأطفال مجردون من الإنسانية
بدوره الكاتب الأردني فؤاد دبور وأمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن “تحت التأسيس” قال لـ “الثورة”: الأطفال أحباب الله وهم طيور الجنة، ومثال النقاء عند كل الأمم وشعرائها، وهذا نزار قباني وبراءة الأطفال في عينيه خير مثال، أما الصهاينة فالإجرام والذبح في عقيدتهم وكينونتهم اعتمدوا القتل على تحقيق مشروعهم الظالم، ارتكبوا المجازر الدموية عبر تاريخهم الإرهابي.
وأضاف دبور: لقد جاء استهداف مباني ومنازل أهلنا في غزة ليقتل الأطفال وأهلهم للضغط على المقاومة لدفعها نحو الاستسلام، وسيطر على العدو وهم تحويل دعم الحاضنة الشعبية عبر هذا الإجرام ليتخلى الأهل عن المقاومة حقناً لدماء الأطفال والنساء والشيوخ لكن أهل غزة كانوا السند للمقاومة.
وبين أن العدو أراد من تنفيذ هذه الجريمة البشعة، أي استهداف أطفال غزة، الرد على ما يلحق بقواته الغازية من خسائر بشريه وماديه والانتقام من البشر والحجر، لأنه لا مكان للأخلاق والإنسانية عند هذا العدو، بل إن مستوطنيه وحكامه وجنرالاته مجردون من الإنسانية ومن طينة البشر.
المحامي الزعبي: عدو يخالف الشرائع السماوية والقوانين الدولية
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين المحامي أكرم الزعبي قال: مايزال العدو الصهيوني المجرم يمارس غطرسته ضاربًا عرض الحائط بكل ما اتفقت عليه البشرية عبر تاريخها وعهودها ومواثيقها من ضرورة عدم استهداف المدنيين الأبرياء من كل أشكال الاستهداف والقتل والتدمير، وخاصة أوقات الحروب، ما يعني أنّ هذا الكيان الطارئ وكل من يقف معه من دول وأفراد يحتاج إلى الإحالة الفورية هو والعصابة القائمة على إدارته إلى المحكمة الجنائية الدولية لمخالفتهم الشرائع السماوية والقوانين الدولية، والقوانين الدولية الإنسانية التي تحظر تحت طائلة المسؤولية استهداف المدنيين وقت الحرب.
وأضاف الزعبي إنّ ما يقوم به هذا الكيان الطارئ من قتل وتشريد عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة المدنيين وتدمير مئات الآلاف من بيوتهم وترحيلهم وتشريدهم عنوة يعد حالة غير مسبوقة في التاريخ البشري الإنساني، مما يستوجب التحرك الفوري من كافة دول العالم ومن جامعة الدول العربية ومن الدول العربية ومن جميع المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان لوقف المجازر اليومية المرتكبة من هذا الكيان بحق الأبرياء فورا، والاعتراف بشرعية المقاومة، وحق الشعب الفلسطيني في الوجود وتقرير مصيره.
الكاتبة أبو علبة: الانتقام من الأطفال بسبب الهزيمة
بدورها الكاتبة عبلة أبو علبة الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني “حشد” بيّنت أن استهداف المدنيين والمرضي والأطفال والمسنين والنساء الحوامل في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة تصاعد باطراد منذ بدء العدوان قبل 78 يوماً لأن العدو لم يحقق أياً من أهدافه فاتجه نحو الانتقام من الحاضنة الشعبية الصامدة للمقاومة الفلسطينية بكل هذه الشراسة والهمجية التي نراها ويراها العالم علي الشاشات.
وقالت: من ناحية أخرى لم يكن هذا العدو الجبان ليجرؤ على ارتكاب هذه المجازر الأبشع في التاريخ البشري الحديث لو لم تدعمه منظومة الدول الاستعمارية عسكرياً ومالياً وسياسياً بلا تردد ولا خجل ولا حسابات للقوانين الدولية التي شاركت في وضعها هذه الدول بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضافت لن ننسي هنا الموقف المحايد أو المتواطئ لبعض الدول العربية حيث لم تستخدم أي منها وسائل الضغط التي تملكها لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتحديداً أطفاله، ولا يسعني إلا القول بأن العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر عديدة ضد الشعب الفلسطيني تاريخياً وكذلك ضد الشعب اللبناني والمصري والسوري ولم تتم محاسبتهم أبداً، وأقول أخيراً إن الشعب الفلسطيني سيبقي متمسكاً بالمقاومة ضد الاحتلال حتى النصر وتقرير المصير وتحقيق الاستقلال الوطني.