الثورة- فؤاد مسعد :
مع أفول صفحة عام رحل، والبدء بصفحة عام جديد، تكثر الأمنيات على أصعدة مختلفة، ففي الإطار العام ترنو الأعين نحو فلسطين الجريحة، والأمنيات دائماً أن تتوقف آلة القتل الصهيوني الهمجي التي تستهدف كل شيء دون استثناء، حتى الأطفال الرضّع، أما الأولاد الصغار الذين ينامون في العراء وسط البرد القارس جائعين، فلن يهنؤوا بمكان آمن بعيداً عن ضجيج القصف والموت، وعن الخوف من إصابة أو تشوه جراء قذيفة غادرة، وكل الأمل أن تنال فلسطين الحرية وتعود إليها الحياة بكل مفاصلها، ويعود الحق إلى أصحابه.
أما على الصعيد السوري فمن أهم الأمنيات تحرير كل شبر لايزال تحت سيطرة القوى الغاشمة، وأن تنعم البلد بخيراتها وصدّ المُحتل عن سرقتها، الأمر الذي يعمل عليه الجيش العربي السوري، فقد استطاع بهمة أبطاله دحر الجماعات الإرهابية والظلامية، وزرع الطمأنينة في النفوس، وأن يقف سداً منيعاً في وجه كل ما يُحاك من مؤامرات، مقدماً الشهداء قرابيناً على مذبح فداء الوطن.
وتتشعب الأمنيات لتطال مختلف مناحي الحياة، بما فيها الإبداعية والفنية «دراما تلفزيونية، موسيقا، سينما، مسرح..»، فالفن الذي يحمل على عاتقه رسالة مهمة استمرت عجلة إنتاجه في الدوران بمختلف مفاصلها خلال العام الماضي، على الرغم من كل المصاعب والحصار الجائر، إيماناً بأهمية العمل والسعي إلى تقديم الأفضل، واستطاع هذا الحراك أن يكون حاضراً بقوة، ما يشي بأهمية تطويره ودعمه، خاصة أننا نقف على أعتاب مرحلة تحتاج أدوات تناسبها وتحاكي مفرداتها، وأمام هذا الواقع هناك الكثير من العمل الذي ينتظر الجميع، والفنان ليس بعيداً عن هذا المضمار وإنما هو في خضمه لأنه الأكثر حساسية لقضايا بلده.
وفي ظل هذه الآمال تكثر الأمنيات، ومنها على سبيل المثال عملية الإنتاج الدرامي وأهمية بناء مشروع درامي وطني، وفي السينما ضرورة دعم المؤسسة العام للسينما وتكريس مكانتها كحصن للثقافة وللفن وللإبداع، إلى جانب دعم القطاع الخاص ليأخذ دوره المُنتظر.
وإن كان ما تم ذكره غيض من فيض، فإن الطموح يبقى كبيراً للقادم من الأيام ليحقق الحراك الإنساني والثقافي والفني الدور المرجو منه ضمن المجتمع.